كان خبر تنازل والد الطفل ضحية معلم حلقة تحفيظ القرآن الإرهابي بنفس بشاعة الاعتداء الإجرامي الآثم الذي تعرض له الطفل ، ولا أدري أي قلب يحمل هذا الوالد في صدره ، و كيف يتنازل قبل أن يشاهد العنف والتعذيب الذي مورس على فلذة كبده ، فإن كان شاهد ما شاهدناه قبل التنازل فهو شريك في الجريمة و لا بد من حماية ابنه منه ، وإن لم يشاهد فالتنازل لاغٍ ولا ينبغي الاعتداد به ، و في كل الأحوال كيف يمكن لأب التنازل عن معذب ابنه ؟ وهل الشرع والنظام يتيح للآباء المعنفين تفويض من يمارس العنف ضد أبنائهم نيابة عنهم وينجو الاثنان من الجريمة ، الأب كونه لم يعنف بيده والمعلم كونه يملك تنازلاً مكتوباً ؟! بأي حق يتنازل ؟ بأي حق يقبل التنازل ؟ بأي حق ينجو الجانيان من فعلتهما ؟! من يحمي المستضعفين ؟! الأسبوع الفائت كان أسبوع العنف بامتياز ، أسبوع للعذاب و الاستياء ، والمعدل التراكمي مسجل على حساب السعودية طالما سجل الفيديو في السعودية ، ففيديو المعلم البرماوي الذي اعتدى بالسوط على مواطنه كان في مقر مدرسة محسوبة على السعودية ، و لا ندري كيف يمكن ممارسة نشاط تعليمي بمعزل عن وزارة التربية والتعليم ؟! ولا ندري كيف يمكن حماية السعودية مما يرتكب فيها من غير مواطنيها و يتداول إعلامياً دون الإشارة للتفاصيل التي تنصف السعودية و مؤسساتها ومواطنيها ، من يحمي الصورة الذهنية التي تشكلها هذه التسجيلات ويطير بها الفضاء التقني في لحظات مصدراً بعنوان ( في السعودية ) ! وسيأتي مغرض يقول إننا فوقيون و ندعي المثالية و الملائكية ، ونحن لا ندعي هذا و لسنا بدعاً من البشر لكن لا ينقصنا أن نحمل جرائر لم نرتكبها ، ويكفينا سلبية بعض وسائل إعلامنا في نصرة قضايانا التي جعلت من تعنيف العمالة ظاهرة في السعودية و تخاذلت عن نشر وإيصال الصورة الحقيقية للواقع وهي أن التجاوزات والاعتداءات التي يتعرض لها المواطنون وأطفالهم و أموالهم وممتلكاتهم أضعاف ما يعترض العمالة ، لأن بعض وسائل إعلامنا تجامل وتؤدي دور المثالي المتغاضي في حين آلات إعلام الطرف الآخر تعمل ضدنا و تعبىء العالم و تشحنه علينا . @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain