أصبحت حياة البعض منا مثل الحياة في حوض سمك شفاف «أكواريوم» يستعرضها العالم بتفاصيلها وذلك بموافقتنا وبمحض إرادتنا حينما ننشر تفاصيل يومياتنا على وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك، ورغم أن هذا يعتبر ميزة للبعض لنشر أخباره بين الأصدقاء - إلا أنه يعتبر مصيبة للبعض الآخر وخاصة للمحتالين ومدمني الكذب وبالأخص الأغبياء منهم. فمؤخرا كتبت الصحف البريطانية عن قضية تريسي جونسون وهي امرأة عاطلة عن العمل كانت تتلقى المساعدات من الضمان الاجتماعي بزعم أنها تعاني من مرض نفسي «أجورافوبيا» أو مرض رهاب الأماكن العامة والذي جعلها لا تشعر بالأمان إلا في منزلها ولا تستطيع مغادرته ولا المشي لخمسة أمتار بلا مساعدة حسب ادعائها، ونتيجة لذلك أصبحت غير قادرة على الخروج للعمل – كما أنها أدعت إصابتها بالاكتئاب والهلوسة ونوبات الهلع والعديد من الأمراض النفسية المتعلقة بالرهاب والتي تعيق حياتها الطبيعية. وبعد أن استلمت مبالغ طائلة من الضمان إذا بصفحتها على الفيس بوك تفضح حقيقة حياتها المثيرة التي تعيشها طولا وعرضاً متجولة بين القارات. فتارة هي في الهند لمدة أربعة أشهر تتشمس في سواحل جوا وتستمتع بمأكولاتها - وتارة هي تتسوق في نيويورك في الفيفث أفينيو – وتارة هي في مدريد تستمتع بشمسها بعيدا عن الضباب البريطاني – بل وسافرت إلى أمريكا الجنوبية وبالتحديد إلى الأرجنتين وبدأت بيزنيس لإرشاد السياح باللغة الإنجليزية لمدة ستة أشهر كسبت فيها مبالغ كبيرة – وقامت بعمل بلوج أو مدونة كتبت فيها عن يومياتها في بونس آيريس وتابعها الكثيرون. ولم تتورع عن نشر صورها في جميع هذه السفريات في أماكن استراتيجية تستعرض مدى البذخ التي كانت تعيش فيه وكانت طريقة اختيارها لملابسها وإكسسواراتها الباهظة الثمن والواضحة الغلاء مصدرا استفزازيا للكثير من البريطانيين الذين يدفعون الأموال الطائلة للضرائب والتي يذهب جزء منها للتأمينات الاجتماعية التي يستفيد منها بعض الكاذبين أمثال تريسي جونسون - مما أثار موجة عارمة من الغضب الشعبي ضدها. فقال الكثير من المعلقين على قصتها بأن هذه المرأه تعيش حياة لا يستطيع الكثير من دافعي الضرائب والذين يعملون ويكدحون طوال حياتهم بإخلاص وضمير أن يعيشوها. وعلق الكثير من الأشخاص بأنهم لم يذهبوا في حياتهم إلى أي عطلة خارج حدود بريطانيا بسبب الضرائب التي لا تترك لهم مجالا لتدليل أنفسهم بأموالهم التي اكتسبوها بعرق جبينهم، وفي النهاية تذهب أموالهم إلى أمثال هذه المحتالة وطالبوا الحكومة البريطانية بالنظر في نظام الإعانات الاجتماعية ودراسة من يستحقها. وفتح هذا الموضوع المجال على مصراعيه للهجوم على حزب العمال الذي يدعم الطبقة الكادحة والذي تصوت له الأغلبية العاطلة حسب ادعاء الأغلبية من الذين هاجموا هذه المرأة وأسلوب حياتها المرفه المدلل لدرجة أنها كتبت عن تجربتها في منتجع في مرتفعات الهملايا وكيف أنها دللت نفسها فيه بشكل باذخ ولم تبال بمشاعر من يقرأ مدونتها. تتوالى القصص عن هؤلاء المحتالين الذين ينصبون على نظام التأمينات في بريطانيا وغيرها. بعض المحتالين يستحقون العقاب ليس فقط لكذبهم ولصوصيتهم – بل ولمجاهرتهم بالخطأ ولقناعتهم المتغطرسة بأنهم فوق القانون. يقول البعض إن كنت كاذبا ومحتالا فيجب ألا تكن غبياً ومجاهراً. ولكنها «الكارما» أصدقائي – من يفعل الخير يرد إليه ومن يفعل الشر فلا بد أن يقع في شر أعماله وغالباً ما يكون السقوط بسبب خطأ منه هو نفسه مثل صديقتنا هذه التي تفاخرت بعطلتها في منتجعات الهملايا فكانت نهايتها زنزانة مظلمة في بلاد الضباب. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 100 مسافة ثم الرسالة