لا جدران ولا بنايات يمكنها أن تضيق على شركات الصيانة المتعاقدة مع وزارة النقل حينما تزرع لوحاتها الإرشادية على الطرق السريعة، لكن واقع الحال يشير إلى حالة من الربكة الشديدة، وسوء تنظيم اللوحات الإرشادية وسط كل ذلك الفضاء من الأراضي الشاسعة. فكلما وضعت لوحة إرشادية لتقيس للمسافرين المسافة المتبقية للوصول للمدينة التالية، جاءت لوحات إرشادية أخرى، وزرعت قبلها بمسافة قليلة، مما يحجب تلك اللوحات، ويقلل من أهمية وجودها. وفيما لا يعلم ما الدافع وراء هذا التصرف، إلا أنه فيما يبدو تصرف غير مسؤول من عمال شركات الصيانة المتعاقدة لتنفيذ تلك اللوحات في ظل عدم وجود متابعة ومساءلة لهم من قبل الجهة الحكومية المعنية. وكانت اللوحات الإرشادية على الطرق السريعة قد عانت خلال سنوات مضت من لصوص يقتلعونها بغية بيعها كحديد، كما أنها عانت من التشويه وطمس معلوماتها، إلا أن الظاهرتين قد تراجعتا كثيراً خلال السنوات الأخيرة. يأتي هذا في وقت كانت وزارة النقل قد أكدت أنها تعمل على تنفيذ 216 لوحة في 177 موقعاً كمرحلة أولية، وتجهيز الطرق باللوحات الإرشادية المميزة والمعتمدة عالميا، التي تحتوي على خلفيات شديدة الوضوح وبألوان مميزة، لضمان استفادة جميع وسائل النقل منها، وتتمركز في الطرق الموصلة إلى مواقع التنمية السياحية في البلاد.