×
محافظة المنطقة الشرقية

فصل «الخريف» يبدأ غداً.. و «الشتاء» في ديسمبر المقبل

صورة الخبر

ملحمة بطولة التأسيس لهذا الوطن المملكة العربية السعودية التي قادها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي وحدها شرقا وغربا شمالا وجنوبا تحت مظلة "لا اله الا الله محمد رسول الله" دستورها كتاب الله القرآن الكريم استمد كافة نظمها من مبادئ الشريعة الاسلامية، وسار على نهجه ابناؤه الملوك الميامين من بعده. وقد بدأت مراحل التأسيس في المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز منذ استرداد منطقة الرياض، وهو لم يزل عمره لا يتجاوز ستة وعشرين عاما على رأس حملة من اقاربه واعوانه في اليوم الخامس من شهر شوال 1319 هجرية الموافق: 15 فبراير (ضباط) 1902م شملت المجالات العقدية (الدينية) والادارية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والاعلامية، فقد تم تأسيس الدوائر الادارية، منها: المجالس الادارية، ومجلس الوكلاء ومجلس الشورى وادارة المقاطعات (المناطق) والقضاء والمحاكم الشرعية ووزارة الشؤون الخارجية ووزارة المالية ووزارة الدفاع ووزارة المواصلات ووزارة الصحة ووزارة الداخلية، ومؤسسة النقد العربي السعودي (المصرف المركزي الحكومي).كما شملت عناية الملك عبدالعزيز في مجال التنظيم: تطوير الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار واذ امر بتوسعة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة (الحرم المكي) وفي المدينة المنورة (المسجد النبوي) وتأسيس المديرية العامة للحج وإنشاء المحاجر الصحية والطرق ووسائل المواصلات المتعددة. وفي اخر حياته انشأ مجلس الوزراء. ومن ابرز انجازات مرحلة التأسيس في عهد الملك عبدالعزيز: توطين البادية وتأسيس الهجر الذي نتج عنه تكوين مناطق مستقرة في انحاء المملكة العربية السعودية للقبائل التي اتجه اغلب افرادها الى ممارسة اعمال الزراعة واحياء الاراضي البور واستقرارهم بها حتى اصبحت حواضر مزدهرة، ويعد مشروع التوطين من المشاريع التي حققت نتائج عظيمة في حياة المجتمع البدوي، واحدثت تطورا اجتماعيا في ازدهار المناطق عمرانيا وسكانيا. واولى الملك عبدالعزيز عنايته بالتعليم ونشر المعرفة من خلال تأسيس المدارس الحكومية واصدار الانظمة الخاصة بها، وشجع مؤسسات التعليم المختلفة وانشاء المكتبات وطبع المؤلفات الشرعية على نفقته الخاصة، وتم توزيعها مجاناً في الداخل والخارج.ودعم الملك عبدالعزيز مكانة المملكة العربية السعودية على الساحة الاقليمية والدولية رغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بالمنطقة العربية - آنذاك - خاصة مؤامرات الدول العظمى التي كانت تحاك ضد بلدان العالم العربي، فقد كانت بريطانيا والدولة العثمانية وفرنسا وايطاليا تتنافس بشدة على حماية مصالحها ومناطق نفوذها التي كانت تحيط بالملك المؤسس فرغم هذه المؤامرات الاجنبية ضد العرب تمكن الملك المؤسس من انتهاج سياسة خارجية واضحة المعالم تعتمد على تعاليم الشريعة الاسلامية، ومنهاجها تستند الى الدعوة اليها، ولا تفرط في حقوقها او منطلقاتها او مبادئها او مصالحها، فقد استحوذت قضايا العرب والمسلمين على اهتماماته وتعد من ثوابت نهج السياسة الخارجية السعودية، قضية فلسطين والقدس الشريف تشكلان محورا اساسيا ومهما في وجدان الحكومة السعودية. وارسى الملك المؤسس نهجاً قائما على تعاليم الشريعة الاسلامية في الاستفادة من وسائل التقدم والتطور التي ظهرت مع الوقت وتوظيفها في خدمة التطور الحضاري في المملكة العربية السعودية مع الاحتفاظ بمبادئها واسسها الدينية والاجتماعية.كل عام ووطنا ينعم بمزيد من الامن والازدهار بقيادتها الرشيدة حفظها الله.