الرياض ( صدى ) : أكد سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن كل خطيب مسؤول عن أقواله وتوجيهاته أمام الله عز وجل، مشدداً على أنه لا ينبغي أن يسعى في تفريق الأمة، ويبعد الناس عن علمائهم، ويشكك الناس في ولاة أمرهم، بل ينأى عن ذلك ويسعى في اجتماعهم ووحدة كلمتهم. وبين سماحته فضل يوم الجمعة وأهمية خطبته التي أوجب الله – سبحانه وتعالى – الاستماع والإنصات لها، وعدم التكلم أثناء إلقائها لما لها من أهمية عظيمة في الإسلام، فهي حل لمشاكل الناس، وعلاج لقضايا العصر. جاء ذلك في محاضرة ألقاها سماحته، الأربعاء، في ملتقى “دور المسجد في تعزيز القيم الوطنية” بحضور صاحب السمو الملكي، الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض. ولفت فضيلته النظر إلى أن يوم الجمعة من خصائص أمة محمد (صلى الله عليه وسلم) محسودين عليه من أعدائنا اليهود؛ لأن الله أنعم به علينا، وتفضل به سبحانه، وجعل فيه أسباب خير كثيرة، مستشهداً بقول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) عن يوم الجمعة (فقال فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها). وتناول “آل شيخ” فضائل هذا اليوم المبارك للمسلم، حيث إنه من توضأ وأحسن الوضوء وأنصت للخطيب، ثم صلى ولم يؤذِ أخاه المسلم، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة عليها ثلاثة أيام. وأشار إلى أن هذا اليوم العظيم شُرع فيه أوسع اجتماع بعد الفرائض الخمس، وهذا الاجتماع للخطبة دعينا إليه، وأمرنا بالإنصات للخطيب، والاستماع له، وعدم التشويش فيقول صلى الله عليه وسلم: (من مس الحصى فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له). وقال: “لهذا الأمر العظيم يجب أن تكون خطبة موضوعية تعالج قضايا العصر، وتعالج مشاكل الناس، يدلل فيها من كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) في أسلوب واضح يناسب المستمعين، ولا يفوق قدراتهم، بحيث لا يكون هابطاً، بل يكون متوسطاً بين القوة ودونها لكي يعم نفعه”.