أعلن مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط روبرت سيري ان الأمم المتحدة توسطت للتوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين حول دخول مواد البناء الى غزة لضمان عدم استخدامها من قبل حماس لاغراض أخرى، وأضاف ان الاتفاق حول مراقبة امدادات مواد البناء "يجب ان يتم تنفيذه فورا دون تأخير". ويسمح الاتفاق الذي أعلن عنه سيري خلال اجتماع في مجلس الامن الدولي، للشركات الخاصة بالدخول الى غزة لاعادة بناء القطاع بعد الحرب المدمرة التي استمرت 50 يوما، وأسفرت عن مقتل 2140 فلسطينيا. ويعالج الاتفاق المخاوف الاسرائيلية من احتمال استخدام حركة حماس الاسمنت وغيره من مواد البناء لاعادة بناء الانفاق من خلال وضع آلية دولية لمراقبة واردات القطاع من مواد البناء. ووصف سيري الدمار الذي حل بغزة جراء الحرب بانه "صادم فعلا" حيث دمر أو تضرر بشدة نحو 18 الف منزل، فيما لا يزال 65 الف فلسطيني في الملاجئ التي تديرها الامم المتحدة، كما ان 100 الف مازالوا بلا مأوى. ودعا سيري الى اعادة فتح المعابر للسماح بادخال المواد، مؤكدا على أهمية التحرك السريع للبدء في عمليات اعادة الاعمار بما يمنح "بارقة أمل لسكان غزة". ومن المقرر ان تستضيف مصر مؤتمرا للمانحين لاعادة إعمار غزة في 12 من أكتوبر، بدعم من النرويج. وحذر سيري من ان "الأزمة في غزة لم تنته بعد، والفرصة لتلبية الاحتياجات الملحة وإحلال الاستقرار ضيقة". ودعا المبعوث الى التحرك "لتغيير الديناميكيات في غزة بشكل جذري" وقال: "اذا لم نفعل ذلك فان غزة ستنفجر من الداخل، أو ان النزاع فيها سينفجر مرة أخرى،ربما من خلال جولة جديدة أكثر تدميرا وعنفا من السابق". وتم وقف النزاع الاكثر دموية بين غزة واسرائيل بعد 50 يوما من القتال عقب التوصل الى هدنة بوساطة مصرية. ومن المقرر استئناف المحادثات غير المباشرة بين حماس واسرائيل في منتصف سبتمبر لمناقشة قضايا طويلة الامد، إلا ان دبلوماسيين في الأمم المتحدة يخشون من عدم التزام الاسرائيليين والفلسطينيين بمحادثات السلام، حيث قالت احدى الدول الأعضاء في مجلس الامن: إن الجانبين يتجهان نحو "سلام بارد"، ولم يتمكن مجلس الأمن الدولي من الاتفاق على مسودة قرار لدعم الهدنة في غزة.