جاءت حادثة معلم تحفيظ القرآن (الجلاد) والتي سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعي لمعلم حلقة تحفيظ للقرآن الكريم في مسجد بحي الطندباوي في مكة المكرمة وهو يضرب ويعنف طفلا في مشهد وحشي مؤلم للغاية أمام أقرانه الطلاب جاءت لتكشف عن وجود خلل وممارسات خاطئة تدور داخل تلك الحلقات وما خفي بدواخلها ربما هو أعظم. ويؤكد المهندس عبدالعزيز حنفي رئيس جمعية «خيركم» لتحفيظ القرآن الكريم: أن بالمملكة أكثر من 700 جمعية تحفيظ معتمدة غير الحلقات التي تمارس نفس المهمة خارج نطاق الجمعيات المنطوية تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية.. وهي حلقات تقع فيها الكثير من الأخطاء وتتعقبها أجهزة الدولة بدقة واهتمام لأنها تعمل بدون ترخيص وذلك أمر غير مقبول. وهذا يقودنا لوجود حلقات تحفيظ ليست نظامية وبالتالي من المتوقع أن تتحول إلى محاضن خطيرة لا تكتفي بالعنف تجاه الصغار وحسب بل تتجاوزه لتأسيس وزراعة فكر منحرف في مرحلة مهمة تشكل فيها الافكار والاتجاهات خطورة كبيرة على النشء. وتولي حكومتنا الرشيدة تعليم وتدريس كتاب الله الكريم العناية الخاصة فأنشأت مدارس تحفيظ القرآن وكذلك حلقات التحفيظ التي تتبع لجمعيات تحفيظ القرآن وكذلك لفروع وزارة الشؤون الإسلامية وليس من شك فهي تساهم بشكل كبير في حفظ كتاب الله للدارسين.. ولكن وجود حلقات خارج الإطار الرسمي وغير مصرح لها ينذر بوجود خطورة لنشاط تلك الحلقات ومن ينتمي إليها وهذا يتطلب تحركا كبيرا من قبل الجهات المسؤولة لتتبع تلك الحلقات المخالفة.. كما أن الحلقات التي تعمل بشكل رسمي تحتاج أيضا إلى متابعة وإشراف من قبل وزارة الشؤون الإسلامية وكذلك وزارة التربية والتعليم، فما يدور داخل تلك الحلقات ليس دائما على نهج سوي.. إن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تكون متابعة لأي نشاط يتم داخل المساجد فهي المسؤولة أولا وأخيرا..