* ليس ثمّة ما هو أسوأ من «مساعد» فاسد، إلاّ مدير «ضعيف» الشخصية، ترك له الحبل على الغارب كي يعيث في أرض إدارته فساداً.. يضرب الناس بعصا المدير تارة!.. ويظلمهم باسم المصلحة العامة تارة، ويقرب من يشاء من أعوانه تارات أخرى!!.. والعجيب أن يحدث كل هذا تحت نظر وسمع سعادة المدير الذي يكون في الغالب واقعًا تحت تأثير مخدر المظهر الخارجي المزيف!. * يقول أحدهم: ذهبت لسعادة المدير العام متظلماً من تسلط «مساعده»، وبقدر ما كنت غاضباً حانقاً، بقدر ما خرجت مشفقا على مديرنا «المسكين» عندما وجدته أضعف من أن يستنقذ شخصيته التي سلبها «المساعد» فضلا عن أن يردّ مظلمتي أو مظالم الناس!. * أكبر مأزق يمكن أن تقع فيه إدارة ليس فساد المدير.. فالمدير مهما بلغ حجم فساده يمكن القضاء عليه بضربة إصلاحية واحدة.. الكارثة الأكبر تقع عندما تفتح شخصية المدير الضعيفة كل الأبواب أمام شخصية فاسدة متمردة كي تمارس فسادها دون خوف أو مواربة، فتملأ مفاصل الإدارة بصغار الفاسدين الموالين لها، وينتشر الوباء في سائر جسد المؤسسة.. عندها يكون البلاء أشدّ خطراً وأعظم تأثيراً وأكثر عصيانا على الحل. * المدير ضعيف الشخصية فاسد بالضرورة، لأن مجرد إطلاق أيدي الفاسدين كفيل بغياب العدالة ونشر الظلم والإحباط بين العاملين في إدارته.. هذه النوعية العاجزة والضعيفة من الإداريين تهبط على بعض الإدارات في الغالب بمظلة الواسطة.. وبفضل التعيين الذي يعتمد على المناطقية والقبلية والجهوية.. كما أن لضعف الرقابة وغياب سياسة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب- لدى بعض الإدارات- دور رئيس في وجود هذا النوع من الفاسدين. * كدت أن أقول إنني أطالب بتطبيق اختبارات الكفاءة ومعايير القدرات وقياس الإنتاجية على عموم مديري الإدارات، لولا أنني تذكرت في آخر وهلة أن الواسطة والشللية والقبلية التي جاءت ببعض «المعاقين ادارياً»، كفيلة بإبقائهم في مناصبهم رغمًا عني وعنكم وعن «خشم» «أطلق» اختبارات أو معايير!!. Twitter: @m_albeladi m.albiladi@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (61) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain