يمر اليمن بفترة حرجة الآن، ولهيب الحرب الأهلية الشاملة يحدق بهذا البلد، تماماً كما خطط الإيرانيون الذين أغروا الجماعات الحوثية وحرضوها وأمدوها بالمال والسلاح والتدريب كي تنشر الاضطرابات في اليمن الشقيق والهدف أن تنشر الفتن في جزيرة العرب وبلدان الخليج. والأوضاع في اليمن على مفترق طرق الآن، بالنسبة لليمن، وأيضاً بالنسبة لاستقرار بلدان الخليج العربي، لهذا يتوجب على دول الخليج ألا تنتظر المشورة من الولايات المتحدة، ولا من أوروبا فيما يتعلق بالواجبات تجاه أمنها الوطني. ويتعين على دول الخليج أن تحسم الأوضاع في اليمن لصالح الشعب اليمني واستقرار وبلاده واستقرار الدول الخليجية، وأن تنزع الشوكة التي زرعتها طهران في الخاصرة الخليجية. ولا ندعو للاعتداء على الحوثيين، لكن يجب اتخاذ اجراءات توقفهم عند حدهم وتمنعهم من اشعال الاضطرابات في اليمن والاضرار بالأمن الوطني الخليجي لصالح طهران. بل يجب اتخاذ كافة التدابير لجعل الحوثيين يخسرون إذا ما اختاروا الولاء لطهران على حساب أمنهم وأمن وطنهم ومنطقتهم. فالملاحظ هو أن الحوثيين يبدأون تدريجياً عسكرة الأوضاع في اليمن والاعتداء والمماطلة في محادثاتهم مع الحكومة والتبرم والمراوغة وفرض شروط جديدة كلما استجابت الحكومة لمطالبهم. وهذا يعني أنهم يتبعون استراتيجية تسخين الأوضاع في اليمن لمزيد من الاضطراب، ويثبتون أقدامهم تدريجياً في المناطق التي اغتصبوها وقرب العاصمة، ويهيئون أنصارهم في صنعاء للانقضاض على العاصمة والمنشآت العامة، ليعلنوا حكمهم بالفرض والقوة، في استراتيجية مماثلة تماماً لاستراتيجية حزب الله في لبنان، ولا غرابة في ذلك، إذ إن حزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين نتائج مدرسة واحدة ومؤامرة واحدة وهم عملاء الحرس الثوري الإيراني ويطبقون خططه واستراتيجياته في لبنان واليمن. إذا كان هدف الحوثيين هو المعلن فقد أعطتهم حكومة الرئيس هادي كل ما يريدونه، لكنهم يتبعون استراتيجية مؤامرة خبيثة تقضي بإشعال اليمن في الخاصرة الخليجية، أو يحظى الحوثيون بمنفذ على البحر كي يمكنهم التواصل مع رعاتهم الإيرانيون، ما يعني أن المؤامرة الإيرانية الحوثية سوف تستمر سنين طويلة في المستقبل. لهذا يجب أن تبدأ دول الخليج في خطة موحدة وماضية في سبيل نزع سلاح الحوثيين وتقليم أظافرهم وإعادتهم إلى أرضهم وقراهم كي يستبدلوا العمل الميليشي - الذي دربتهم عليه إيران - بأعمال إدارية وانتاجية تخدمهم اقتصادياً وتعمم السلام عليهم وعلى جيرانهم، وفرض خطة تقضي بعزلهم عن إيران ومنعهم من التواصل مع الحرس الثوري الإيراني الذي يوظفهم لزرع الفتن والاضطرابات في اليمن وفي دول الخليج العربي. وملاحقة من يتصل بإيران أو بحرسها الثوري بنفس اجراءات ملاحقة الذين يتصلون المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، عندها يمكن للخليج العربي أن يؤمن ظهره، وأن يهدم البؤر التي حفرها الحرس الثوري الإيراني في يمن الخليج والعرب.