مهمَلون ومنسيّون ولا يتلقون أيّ رعاية خاصة تقتضيها ظروفهم ووضعهم، ويتعرضرون لكلّ أصناف المعاناة والمكابدة، خاصة إذا كان عليهم أن يتعاملوا مع إدارة حكومية أو مرفق عام، وأنا واحد منهم واستطيع أن أتحدث بلسانهم وأعبّر عمّا يجيش في صدورهم، ولعلّ هذه القصة تصف شيئا من المعاناة التي أتحدث عنها، فيقال وفقا لإحدى الصحف إنّ سيدة مسنّة اضطرت للاستعانة بفاعلي الخير ليرافقوا أبناءها في رفعها بكرسي بلاستيك إلى الطابق الخامس لمقابلة القاضي في المحكمة العامة بصامطة بسبب عدم وجود مصعد كهربائي في المبنى، واعتبر أبناء المسنّة وشهود عيان أنّ الموقف لا يليق بالمسنة مؤكدين أنّه كان الأحرى بالقاضي النزول إلى الطابق الأول لأخذ أقوال المسنّة بدلا من هذا المشهد، وهو مشهد مزر وقد تعرضت له شخصيا في إحدى المرّات وشعرت بالمهانة والهوان، وأنا أحمل على الكرسي، هذا عدا عن الخوف، لهذا حين اضطررت مرة ثانية لمقابلة نفس الموظف لجأت إلى أسلوب غير سويّ لكي يأتي إلى داري رغم كرهي لهذه الأساليب وحرصي على تجنبها، ولكن مكره أخاك، وهذا منتهى عذاب الضمير الذي يتعرض له صاحب الحاجات الخاصة، واللهمّ لا تكلنا إلى من لا يخافك ولا يرحمنا.