يبدو أن مشكلة العمق الدفاعي في الكرة السعودية لم يتم التغلب عليها، على الرغم من انها كانت واضحة وكشفتها عديد من المواجهات التي لعبها (الاخضر) رسمية كانت أو ودية، وتجلت هذه الرؤية لكل من تابع ودية أستراليا فالخلل لايزال مستمراً، وأزمة عدم التفاهم بين قلبي الدفاع ملازمة للأخطاء القاتلة والتي كانت السبب الرئيس وراء تقدم لاعبي الكنغر الاسترالي بهدفين في وقت باكر من المباراة التي انتهت بخسارة منتخبنا 3-2. في مواجهات سابقة حذرنا من الأخطاء الدفاعية، وعدم التمركز خصوصاً في بداية المباراة، غير أن هذه المرة كان سرحان لاعبي المنتخب كبيراً ماجعل شباك وليد عبدالله تتلقى هدفين في أول خمس دقائق، إنه أمر يدعو للقلق وعلينا أن لانفرط في تفاؤلنا ما لم نصلح الخلل الواضح وما لم يتعامل معه المدرب بكل جدية ويعمل على انهاء معاناة الجماهير ومحبي المنتخب من مثل هذه الكوارث التي ستضر به في مشواره المقبل من دورة الخليج وكأس الامم الآسيوية مالم يتم القضاء على هذه الهفوات التي يدفع المنتخب ثمنها كما تسببت في خسارتنا لكثير من البطولات وإفقادنا هيبتنا وسيادتنا لعرش آسيا الكروي والذي تربعنا عليه منذ الثمانيات وحتى منتصف التسعينات. ودية الكنغر كشفت لنا العديد من الملاحظات السلبية على اداء لاعبي (الاخضر) والتي تحتاج من المدرب لوبيز سرعة معالجتها والتعامل معها بكل جدية، لا أن يعتبر الخسارة عادية بعد ان تم تقليص الفارق إلى هدف، فلا الطريقة ولا الأداء كانا في انسجام، بل كان هناك فصل تام بين الاثنين وهو ما منح السيطرة والخطورة البالغة للاستراليين على مرمانا، هذا من جانب ومن رؤية فنية أخرى للشق الهجومي نجده كان مغيباً وبعض اللاعبين في عطل تام وكأنهم خارج ملعب المباراة، على لوبيز تفعيل دور المحاور واختيار الأنسب حسب المباراة والفريق المقابل، هنا لانفرض لاعبا ولا نطالب بابعاد آخر نحن نقدم نقدنا وتصورنا للحالة التي كان عليها المنتخب والتي ادت إلى خسارته مع امكانية مضاعفتها من قبل الاستراليين، الذين لعبوا على تفعيل الاطراف والوصول من العمق الدفاعي، نظرا لضعف المساندة من المحاور والاتزان بين دورهم الهجومي والدفاعي!! نعم في الشوط الثاني تحسن الاداء ولكن الاخطاء نفسها استمرت، تحسن الاداء ايجابي ولكن علينا الاستفادة من الوديات لمعالجة هذه الاخطاء قبل الدخول في المشاركات الرسمية حتى لاتتكرر مآسينا السابقة!!