×
محافظة الرياض

خيرية محافظة رماح توزيع أكثر من 500سلة رمضانية

صورة الخبر

كان أحمد بن طولون فتي واعد، تلقى التعليم العسكري على أيدي الجنود الأتراك الذين كانوا ضمن حاشية الخليفة العباسي ببغداد، حيث ولد، وأضاف لثقافته وحسن تعليمه بعدا جديدا بتلقيه العلم الديني، الذي لم يعتد تعلمه الجنود الأتراك، ومن أوائل أمارات نبوغه أنه استطاع بمجرد أن وصل لمصر أن يصبح نائبا لوالي مصر، وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، ثم ما لبث في سنوات معدوده بالخطو بشكل ثابت في سبيل حلم خاص به هو الاستقلال بمصر، عن طريق ضم إدارة الخراج أولا، ودعم حكمه بجيش قوي متماسك، وصولا للاستقلال بها أخيرا، وتأسيس الدولة الطولونية. وعن الرواية التي أُثر أنه بسببها قرر ابن طولون بناء المسجد، يحكي كتاب «القاهرة: جوامع وحكايات»، أن ابن طولون كان يصلي في مسجد شديد الضيق، و قرر  لذلك أن يبني المسجد، فيما تحكي رواية أخرى أن ابن طولون كان في زيارة ليلية للأهرامات، تعثرت بغلته أثناءها في كنز من الذهب، في مكان اشتهر أن من يناجي ربه فيه يجاب دعاؤه، وشاع بين البسطاء أن النبيّ موسى ناجي ربه من فوقه. حلم آخر من أحلام أحمد بن طولون، ربما كان سببا في بناء واحد من أهم مساجد القاهرة، مسجد أحمد بن طولون، حيث رأي ابن طولون أن الله تعالى تجلى لجميع القصور المحيطة بموضع جامعه، ولم يتجلى للجامع، ففسر له المفسرون «يخرب ما حول الجامع، ويبقى قائما وحده»، وعندما بني المسجد، رأي ابن طولون حلما آخر أن نارا عظيمة التهمت المسجد، فبشره المفسرون لما قص عليهم الحلم أنه تقبل من الله، حيث كان النار رمزا للقربان في الماضي. يعد تصميم مئذنة جامع أحمد ابن طولون من التصاميم الغريبة بين نماذج المآذن المبنية على طرز العمارة الإسلامية، ويرجع ذلك حسب كتاب القاهرة: جوامع وحكايات، لمؤلفه الأستاذ حمدي أبوجليل، أن أحمد ابن طولون هو من صممها بنفسه، حيث أخذ فرخا من الورق، وشكله على هيئة قرطاس، وقال للبنائين: اصنعوا المنارة على هذا المثال. بعد وفاة ابن طولون، شهد الجامع سلسلة من التقلبات، حيث أهمل حتى عهد الخليفة الفاطمي العزيز بالله، وشهدت التنازع على ملكيته جدلا موسعا، حيث طالب أحفاده بحقهم فيه، فأنفذهم الحاكم بأمر الله ثلاثين ألف دينار ليتيحه للناس، إلا أنهم جددوا الكرة بحق المئذنة، والتي اشتراها منهم الحاكم بأمر الله، بخمسة آلاف دينار، ليصل الجامع ﻷدنى نقطة في اضمحلال معماره في عهد الخليفة المستنصر الفاطمي حيث أهمل تماما، وتحول لمكان مهجور ينزل فيه المغاربة بجمالهم ومواشيهم، عند مرورهم بأرض مصر أيام الحج. يمتن معمار وبناء جامع أحمد بن طولون في المقام الثاني، بعد امتنانه لواضع حجر أساسه ومشيده ابن طولون، إلى سلطان مملوكي هو لاجين، أو لاشين، صاحب مشروع إعادة بعث جامع ابن طولون في الحقبة المملوكية، حيث قام مساعده الأمير سنجر، بإعادة عمارته وتدشين سلسلة من دروس الفقه والحديث والتفسير فضلا عن الطب، وفاء لدين السلطان لاشين تجاه الجامع، والذي احتمى بجدرانه عندما فر إليه من مماليك الأشرف خليل، الذين كانوا يودون قتله. يذكر أن جامع أحمد بن طولون هو آخر ماتبقى من مدينة القطائع، عاصمة الدولة الطولونية، ويعد أكبر مساجد العالم حتى اليوم.