×
محافظة مكة المكرمة

القتل تعزيرًا لمتهمين حاولا خطف طائرات واستهداف محطات كهرباء ونفط

صورة الخبر

غيب الموت الشاعر الكبير مناحي بن عجب الدوسري في مساء يوم الجمعة الموافق 3/ 11/ 1435ه بوادي الدواسر في منزل ابن أخيه عجب الذي احتضن عمه سنوات مديدة بعد ما تقدم به السن؛ لأنه شارف على التسعين سنة أو تجاوزها، والشاعر مناحي عمل بأمانة مدينة الرياض حتى تقاعد بما يقارب سنة 1414ه وبعد ذلك انتقل إلى وادي الدواسر، حيث أهله وجماعته من الرجبان وقام برعايته ابن أخيه عجب لأنه تزوج ولم يرزق بأطفال، وفجر موت زوجته الألم في ذاته وكتب أجمل التأبين في زوجته ولم يتزوج بعدها إلا مرة واحدة ولم يوفق وبعد ذلك عاش ينادم القوافي الشعرية؛ وهو صاحب نفس طويل في مجاراته لفحول الشعراء وفي ما يكتبه من شعر لخص حياته في بيتين شعر قال فيهما: لا أوحيت أنا حيٍ يقول آه ونيت ويش الذي حده يقول آه مثلي هو شايفٍ حيٍ يشابه حدٍ ميت وإلا عقيم وشايفٍ زول طفلي حقيقة المعاناة القاسية وضعها في برواز الألم المبلل بالدموع من الشاعر والمتلقي معاً.. ولا أخفيكم أنه حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب خلف الإمام في شهر رمضان وبنفس تلاوة الإمام السريعة . بحثنا عنه في اليمامة عندما استمعنا لقوله: ذعذع نسيم الغرام وداعب الاهيف وقامت تدغدغ ثيابه جسمه الصافي خصرٍ نحيل وثوبٍ صايرٍ أعطف يطونه اللي خلاف الترف وقافي فياما طونه وياما نزله وأنكف وتلاقفنه وجاء ناقصٍ وهو وافي إلى آخر القصيدة وبالتالي توصلنا إليه بواسطة صديق طفولته الشاعر والراوي رديني عبدالكريم السهلي أمد الله في عمره وشفاه الله؛ لأنه على السرير الأبيض في منزله.. وفوراً قدمنا باليمامة نبذة عنه وبعض شوارده، واتجه الراوي محمد الشرهان وسجل منه الكثير وقدمها عبر إذاعة الرياض، وأثر هذا الشاعر الشعري محط اهتمام عشاق الشعر الشعبي وقدمنا له الكثير باليمامة وقبل وفاته بأسبوع هاتفني ووعدني بنص جديد استمعت إلى أوله.. ولم يمكننا القدر من تسجيل النص..لقد عاش هذا الشاعر يصارع أحداث الزمان بعفوية وهو رجل ليس بحاجة إلى مال بل إلى أصدقاء صادقين وقال في تصوير واقعه: عاف العنا كل الخلايق يبيني وضاقت عليّ اللي وساعٍ فججها تضف حي الناس والميتيني ومنة علي بفرجةٍ من فرجها إلا أن الله في آخر أيامه مكنه من بناء مسجد في مدينة بيشة كلف ما يقارب 400000 أربعمائة ألف ريال، جعلها الله في موازين حسناته.. واختتم بهذه الصورة المحزنة وقوله: وجدي وجود الذي شافوه عايلته وهو بعد شافهم والقيد يمشي به إلى أن قال عن نفسه: مرامها اللي تبي ما هيب طايلته وغرامها اللي براها وش تسوي به أسكنه الله فسيح جناته