عفواً لا نريد حروباً، ملينا وهرمنا وضاع الكثير منا، خربت بيئتنا وتمزق الكثير من أهلنا، وضاعت صحتنا بين تلوث وسرطانات، بحيث لم يبق بيت ليس به مصاب، وفقدت العوائل فلذات أكبادها بين الفرق ومراكز تنازع وثارات.. الأدهى أن مخلفات الحروب من خردة الحديد إلى اليورانيوم وغيره مدفونة في مناطق مختلفة من أراضينا، ومؤلم جدا استنزاف ثرواتنا بحجة حمايتنا، ومن ثم مقاولو الحروب وتجارها يقدمون مطالباتهم بعصر آخر رمق في ميزانيتنا. خربت حروب الخليج على أنواعها وأسبابها ومسبباتها ومسمياتها، الكثير والكثير من الطاقات، ناهيك عن بداية تقهقر أسعار البترول وما يسبب ذلك من تغيرات لا نشك في حدوثها لتقليص الميزانيات، ومن ضمنها ميزانيات الخدمات العامة. على الأبواب، حرب على الإرهاب (داعش) في العراق وسورية، معنى ذلك طائرات ودبابات تترك الأرض محروقة، تضرب سيكون من ضمن ضحاياها مدنيون وأطفال، وتضرب مدارس وجوامع وبساتين ومعامل . بلاد تعود للوراء أكثر مما فعله (البوشان )الأب والابن، عودة للقرون الوسطى، قالاها صراحة، ودمار يخلق دمارا . تفكك المجتمع العربي بين سنة وشيعة، كما تفكك بين انتماءاته العرقية. وتكسير للمكسر أيضا.. من خلق الإرهاب في ديارنا وغذاه منذ حرب افغانستان ضد السوفيات ليومنا هذا وهو ذريعة لابتزاز المال وخنق التنمية، فنكون مرهونين أبد الدهر لهم وخديعة تلو أخرى؟ لا نريد حروبا خذوها بعيدة عنا، هناك إرهاب كبير في الكثير من الدول، بعيدة عنا وقريبة، نعم داعش مجرمة وخطيرة وتشكل رعبا حقيقيا بالمنطقة، وتحتاج كبحا كبيرا وقطع الموارد، فقد خرجت عن السيطرة كما خرجت طالبان وغيرها، في المقابل هناك إرهاب كبير على المسلمين إرهاب عنصري ضد دينهم ومعيشتهم. اين منهم إسرائيل وهي تضرب الأطفال والمدارس والجوامع، وتقتل وتكسر أرجلا وأيادي، وتحاصر. وفي ميانمار بشاعة ذبح وقتل لا يضاهيها شيء، حيث يعدم الآلاف، أينهم من وجه آخر لإسلام لا علاقة له بالاسلام، باكو حرام مثلا، أينهم فيما يحدث للمسلمين في كثير من المناطق؟ الإرهاب أشكاله كثيرة ومتنوعة، وضرب جهة لا يكفي إنما إذا كانت حربا على الإرهاب فهي حرب على كل اشكاله وأنواعه بما في ذلك إرهاب الدول الكبرى وشيطنتها. انها فرق تؤسس عمدا وتمول عمدا، فكيف لا يعرف من يمول هذا التنظيم وذاك، وهم يعرفون دبيب النملة، ومخترقة كل الحسابات والبنوك بما في ذلك ميزانيات الدول صغيرها وكبيرها، فكيف لا يعرفون ؟! نعم لا نريد حروبا، نريد في وطننا العربي طاقة للمصانع والمعامل، نريد شوارع سلسة ونظيفة ووسائل مواصلات آمنة تجوب بلداننا وتقصر المسافات ما بيننا، نريد بحارا زرقاء صافية وبيئة بحرية نظيفة، نريد أن تبقى هامات نخيلنا عالية وعذوقها دانية، ومزارعنا خضراء. لا نريد حروبا ولا نريد خوفا ورعبا. نريد هواء نقيا، لا عوادم في أجوائنا. نريد مدارس وجامعات راقية، تؤسس لثقافة واعية ثقافة المواطنة الحقة لا فرق بين مواطن وآخر، الصحة للجميع، والتعليم متاح كالماء والهواء. والسكن للجميع، وراحة بال لنا وللأجيال القادمة فلا استنزاف للموارد ودفع حقوق الأجيال لأتون حروب، وتبقى نيران متقدة تحرق المستقبل كما تفعل بالحاضر.. عفوا اقطعوا مصادر التموين، وكل دولة مسؤولة عن كبح ابنائها. الانتباه للثقافة المقدمة للأجيال.. فمن يزرع الشوك لن يحصد القمح.