×
محافظة المنطقة الشرقية

«الحج» تدشن الاتصالات الرقمية الحديثة وتدخلها الخدمة لأول مرة هذا العام

صورة الخبر

وصلتني دعوة من هيئة السياحة لحضور مسابقة (جمال للخيول العربية) في الطائف بمركز (المسرّة للفروسية). طبعا لبيت الدعوة سريعا، وكيف لا ألبيها وهي تتعلق بأجمل الحيوانات على وجه الأرض. فالفرس والمرأة بالنسبة لي هما صنوان يتنافسان على خلب لبي، خصوصا إذا نسفت الفرس (معارفها) ورفعت (شليلها)_أي ذيلها_وراحت تعدو وتتمايل كالغزالة، وكذلك هي المرأة إذا نسفت شعرها وراحت تتقفز على قدميها وهي حافية، ومع الأسف إن ليس لديها شليل أو ذيل حتى ترفعه لكي تكتمل الصورة وتكتمل بها بهجتي أكثر_ولكن مثلما يقال: (الحلو ما يكمل). وخوفا من أن تفوتني المسابقة دقيت (سلف) السيارة وانطلقت بها، وعندما وصلت إلى مفترقات الطرق في مكة الله يشرفها تهت، وإذا بي أدخل في طريق يؤدي إلى مرجم (الشياطين)، وتشاءمت كثيرا، كان هناك مئات من إخواننا العمال الآسيويين، وكلما سألت أحدهم عن طريق الطائف، لا يفهم سؤالي فوق أن يدلني، حاولت أن أجد أحد (التكاسي) ولكن دون جدوى. وقبل أن يضرب اليأس أطنابه بي حتى قيض الله لي باثنين من الشباب السعودي في سيارتهما، تهكما في البداية من سؤالي وضياعي وكأنني طفل غرير، وقبلت تهكمهما بروح رياضية طالما أنهما سوف ينقذانني من ورطتي هذه التي أنا فيها، فقالا لي: اتبعنا، وتبعتهما مثل (الأطرش بالزفة)، ورجعا بي مسافة متعرجة لا تقل عن عشرة كيلومترات، وتوقفا أمام لوحة مكتوب عليها (الطائف طريق السيل) وتوقفا عندها وهما يشيران لها، ومن شدة فرحتي انطلقت في ذلك الطريق دون أن أوجه لهما حتى الشكر، ولم انتبه لتصرفي الأرعن السخيف هذا إلا بعد ربع ساعة، لحظتها بدأ ضميري يؤنبني، وعرفت حقاً أنني (قليل خاتمة)، ولا أدري ماذا قالا لبعضهما البعض من ألفاظ لا شك أنها ليست بصالحي بأي حال من الأحوال. ولكي أنسى على الأقل سوء تصرفي وضعت (CD) لكي أرفه عن نفسي ببعض الأغاني، وتمنيت لو أنه كان من بينها أغنية (فوق الخيل فوق الخيل)، التي كثيرا ما كنت أترنم بها في أنصاص الليالي. الحمد لله أنني وصلت في الوقت المناسب، وإذا بي أجد المركز مكتظا بالرجال والنساء والخيول، التي تقاطرت من مختلف أنحاء المملكة، وعرفت أن هناك ما لا يقل عن (272) رأساً من الخيول كلها (تتناطح) للظفر والتتويج بالفوز. وأنا أكتب الآن هذا الكلام يوم الخميس، والنتيجة النهائية سوف تكون يوم الجمعة.