واشنطن/ أثير كاكان/ الاناضول تضاربت مواقف وسائل الإعلام الأمريكية من استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الاثنين، ما بين معارض بسبب مواقفه من قضايا حقوق الإنسان ومؤيد له على خلفية جهوده في محاربة الإرهاب. واعتبر الكاتب الأمريكي إيشان ثارور في تحليل صحفي نشرته صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان "سلطوي الشرق الأوسط المفضل لدى ترامب يأتي إلى واشنطن"، أن شعار الرئيس الأمريكي الذي بات يردده في كل مكان وهو "أمريكا أولاً" يشير إلى "تحول هائل في مواقف واشنطن الدبلوماسية" والتي يعتقد أن العلاقة مع مصر تأتي في مقدمة هذه التغييرات. وأشار إلى أن موقف واشنطن في ظل السياسة الجديدة اصبح يصاغ بشكل معاملات (مالية) وقليل من الخدمات الشفاهية (اي مجرد كلام) عن حقوق الإنسان وفرض القانون". ويلفت ثارور "بالرغم من أن ترامب يتذمر من كيفية استغلال العالم للولايات الولايات المتحدة، فهو لطالما منح السيسي استثناء خاصاً". وعلل اعجاب ترامب بالسيسي عائد لكون الأخير "مثال لسلطويي الشرق الأوسط الذين يتكلمون بخشونة عن الإسلام المتشدد ويدعم الاستقرار في منطقة تعاني من الفوضى". من جانبها، اعتبرت صحيفة "يو اس اي توداي" أن لقاء الزعيمين "أقوى إشارة إلى أن ترامب يجعل مكافحة الإرهاب أعلى اولوياته حتى لو كان ذلك على حساب حقوق الإنسان في المنطقة". ونقلت اليومية الأمريكية عن نيل هيكس المختص بشؤون مصر في منظمة "هيومان رايتس فرست" قوله "هل تستطيع تصديق هذا الأمر، خاصة وأن هذه الإدارة قد فعلت ما في وسعها لتجنب الحديث عن حقوق الإنسان (مع السيسي)، لدينا كل حق في أن نكون متشككين (في نوايا ترامب بخصوص حقوق الإنسان)". تعليق الناشط في مجال حقوق الإنسان تأتي عقب تعليق لأحد مسؤولي البيت الأبيض الجمعة الماضي عندما قال أن طرح ترامب بخصوص حقوق الإنسان مع السيسي لن يكون علنياً" وإنما في الغرف المغلقة. وفي مقال للرأي كتبه خبير الشؤون الخارجية إيلان جورنو تحت عنوان "على ترامب أن يكسر التقاليد الأمريكية المتمثلة في تجاهل مصر لإنتهاكاتها ضد شعبها"، في صحيفة ذي هيل الأمريكية، اشار الكاتب "على مر السنين، كان الديمقراطيون والجمهوريون ينظرون إلى مصر على أنها حليف شجاع ويكافئونها بمليارات الدولارات من المساعدات لكن الرئيس ترامب، قادر على اغتنام هذه الفرصة لبناء العلاقات على اساس صادق". ويتابع الكاتب في مقاله: "نظام القاهرة لديه سمعة سيئة في باستهتاره بحقوق الأفراد وحرية الكلام وحكم القانون، وإذا كان ترامب ينظر لهذه القيم السياسية بشكل جدي فعليه المطالبة بها بدلاً من أن يتغاضى عن الاستبداد المصري المستمر". وضرب جورنو مثلاً بقرار احدى المحاكم المصرية التي حكمت بالاعدام شنقاً ضد 683 شخص، مشيراً إلى أن اهتمام المحكمة "كانت غير مكترثة بالحقائق او الوقائع، ما يهمها، كان تنفيذ اجندة النظام". أما شبكة "فوكس نيوز" اليمينية المحافظة، فقد بدت مرحبة بزيارة السيسي، ونشرت من على موقعها الإلكتروني تقول "أسوة بترامب، يؤمن السيسي أنه قادر على محو التطرف الإسلامي المتشدد". واشارت إلى ان "السيسي يعتقد أن نجاحه في محاربة التشدد يعتمد بشكل حيوي على المساعدات الأمريكية". وتستلم مصر ثاني اكبر مساعدات العسكرية من الولايات المتحدة بعد اسرائيل، إذ تصل قيمة هذه المساعدات إلى 1.3 مليار دولار، بالإضافة إلى مساعدات اخرى بقيمة 150 مليون دولار دعماً لاقتصادها. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد اوقفت عام 2013 المساعدات عن مصر بشكل كامل، إلا أنها سرعان ما اعادت المساعدات العسكرية التي تستلمها مصر طبقاً لاتفاقية كامب ديفيد والتي تتولى بموجبها حماية حدودها مع اسرائيل، إلا أنها لم تطلق المساعدات الإقتصادية بدعوى استمرار انتهاك النظام المصري لحقوق الإنسان في مصر. وكان الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب قد امر بقطع المساعدات الاجنبية لوزارة الخارجية الأمريكية باستثناء العسكرية المخصصة لاسرائيل وتلك المخصصة لمصر والأردن. والتقى ترامب مع السيسي أمس الأثنين في اول لقاء رسمي بين قادة البلدين منذ عام 2010. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.