شاهدت مع غيري اللقاء الذي تم مع سمو أمير منطقة الباحة على شاشة قناة العربية، حيث بث سموه عبر ذلك اللقاء هموم وشجون المسؤول دون تحفظ أو تصنع، وأمنيات وتطلعات المواطن دون محاباة أو تزلف، وما تعانية إمارات المناطق بشكل عام من مشكلات وتحديات نتيجة قصور الحلول ومركزية المعالجات. أعتقد أننا وبما أفاء الله سبحان وتعالى على هذا الوطن الغالي من خيرات وتنوع تاريخي وجغرافي وطبيعة خلابة في مختلف مناطق المملكة، وفي ظل الدعم المادي اللامحدود في هذا العهد الميمون، في حاجة أكثر مما مضى، لنعيد رسم السياسات والاستراتيجيات التنموية للوطن، لتحظى كل المناطق بنصيبها من المشاريع والخدمات والبرامج، بعدالة متوازنة وشمولية مستدامة، في توزيع الخدمات العامة والأساسية ذات الكفاءة والجودة، التي تحقق الرفاه وكرامة العيش للمواطنين، لكن ذلك يستلزم منح صلاحيات وتسهيلات أوسع لإمارات المناطق، لتتمكن من تحديد أولوياتها من مشاريع وبرامج التنمية الشاملة، من خلال التمكين من صناعة القرارات الاقتصادية المفصلية، باستقلالية، وبما يخدم مصالح تلك المناطق الاستثمارية ويحقق تنافسيتها، لكننا قبل ذلك نحتاج إلى تهيئة المحفزات، بوضع تصور تنظيمي ونظامي لإدارة الحكم المحلي يمكن أمراء المناطق فعليا من الاضطلاع بمسؤولية الحكم والإدارة المحلية للمنطقة، ومن تجاوز قيود مركزية صناعة القرار ومعوقات الصلاحيات الإدارية والمالية وبيروقراطية إدارة إيرادات ونفقات المنطقة، لمواكبة المتغيرات المحيطة ومواجهة المتطلبات الحديثة، ومسايرة المستجدات المتسارعة.