لم يكن فقدان الطالبة السعودية "زهرة الضامن" للبصر عائقاً أمام تحقيق طموحاتها بل دافعاً لتكملة دراستها الجامعية والتي وصلت إلى المستوى الخامس في كلية الإعلام بجامعة الملك سعود بالرياض. وأبهرت الطالبة "كفيفة البصر" البريطانيين في فن النحت مما حدا بالمجلس الثقافي البريطاني أن يقدم لها برنامجا تدريبيا خاصا في كيفية الرسم ثلاثي الأبعاد للمكفوفين والتحدث بلغة الإشارة باللغة الانجليزية وتعلم إشارات غير واردة في القاموس السعودي والعربي للمكفوفين. واستطاعت تمثيل المملكة بأعمالها المنحوتة ضمن مشروع "النور- الرؤية الهشة" وهو مشروع تعاون متعدد الثقافات بين المملكة المتحدة والمؤسسات الفنية المنفتحة على ثقافة وتنوع ذوي الإعاقة، والذي يتضمن معارض فنية، وإنتاج رسوم متحركة والأفلام الرقمية، بالإضافة إلى برنامج إقامة مكثف للفنانين تحت شعارات متعلقة بحساسية ومرونة الفنانين ذوي الاحتياجات الخاصة، ويشرف عليه المجلس الثقافي البريطاني مع الخبيرة البريطانية "ريتشل جادسدن" بالتعاون مع فنانين من المملكة المتحدة والشرق الأوسط لتعزيز النظرة الاجتماعية إيجابياً نحو الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة والسياسات والأساطير المحيطة بالإعاقة. وقالت الضامن ل"الرياض" بصوت يملك نبرة الثقة: "أرغب أن أنافسكم في الإعلام وأكون صوت المكفوفين في الإعلام السعودي". وأضافت أنها تهوى فن النحت، وبدأت رحلتها الفنية منذ كانت في التاسعة من عمرها وأصرت على أن تنمي موهبتها في بناء المجسمات بالطين رغم إنها لا ترى ما تصنعه أناملها لكنها تكتفي بما يصفه لها من يطلع على أعمالها، ولم تكن إعاقتها "البصرية" عائقاً أمامها في تحقيق طموحاتها وهوايتها التي ترغبها منذ الصغر، فشاركت في الكثير من المعارض الفنية على مستوى مدرستها وعلى مستوى جامعتها حتى حانت الفرصة لأن تمثل المملكة في التظاهرة العالمية لذوي الاحتياجات الخاصة عبر تقديمها للوحات فنية نالت استحسان الجميع عالمياً. وذكرت الضامن أن الفن هو أفضل طريقة لتعزيز تقبل الآخر والتعبير عن التنوع الثقافي وتشجيع الإبداع الفردي والجماعي، حيث هيأ لنا المجلس الثقافي البريطاني فرصة الاستضافة مع مجموعة من الفنانين من ذوي الإعاقة لتبادل الخبرات ومناقشه التحديات التي تواجههم. واشتمل البرنامج الذي شاركت فيه ثلاث فنانات من السعودية وسلطنة عمان، تعاني كل منهن من إعاقة مختلفة، تحت إشراف "ريتشل جادسدن" التي تعاني الإعاقة الصحية وضعف في البصر، وتوجه هذه الورش وقصص الحياة لتكون نقطة الانطلاق لكل من الفنانات فردياً وجماعياً لعمل (رسومات، منحوتات، صور، أفلام) بتوجيه من "جادسن" المتمرسة في مجال تدريب الفنانين ذوي الإعاقة التي ستتقاسم خبرتها الفنية مع كل الفنانات لتمكينهن من إيجاد الوسيلة المثالية للتعبير عن أنفسهن ورؤيتهن الداخلية.