ذكر مسؤولون أن السلطات تكافح لإنقاذ آلاف الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في أكثر من مئة قرية بوسط باكستان بسبب الفيضانات. وقال المسؤول الإداري المدني زاهد سالم إنه تم عمل العديد من الفتحات الصناعية على طول السدود الحمائية في نهر شيناب لتحويل مسار مياه الفيضانات بعيدا عن مدينة مولتان التاريخية. وأضاف أن التهديد الذي تواجهه المدينة انتهى تقريبا لكن تحويل مسار المياه أضر ب126 قرية صغيرة. وذكر التلفزيون الباكستاني الحكومي أن آلافا من موظفي الإغاثة ورجال الشرطة والجنود يعملون على إخلاء المناطق وإرسال إمدادات الإغاثة. وبدأت الفيضانات في الثالث من سبتمبر بسبب أمطار موسمية غزيرة. ولقي نحو 280 شخصا حتفهم في إقليم البنجاب شرق البلاد والشطر الخاضع لسيطرة باكستان من إقليم كشمير ومناطق جيلجيت بالتستان التي تخضع لحكم شبه ذاتي في الشمال، طبقا لما ذكره المسؤول بهيئة مكافحة الكوارث الوطنية أحمد كمال. وشرد أكثر من مليوني شخص. وقالت الهيئة إن الفيضانات ستستمر لأسبوع آخر على الأقل قبل أن يتم صرف المياه الزائدة من خلال إقليم السند جنوب البلاد. الى ذلك صب سكان الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير جام غضبهم على المسؤولين بالمنطقة لعجزهم عن تقديم العون عقب أسوأ فيضانات فيما يزيد عن مئة عام والقوا بعبوات الغذاء في البالوعات. وبعد مرور أسبوع على الكارثة ما زالت المياه تغمر مناطق واسعة في سريناجار عاصمة جامو وكشمير وتحاصر كثيرين فوق اسطح المنازل بينما لجأ آخرون لمخيمات إيواء مزدحمة. وفاقمت معاناتهم من مشاكل الإدارة الهندية في المنطقة التي تقطنها أغلبية مسلمة والتي شهدت تمردا على حكم الهند لنحو ربع قرن. وشكا كثيرون من الحكومة التي نشرت من قبل اعدادا كبيرة من القوات لقمع التمرد ثم تركتهم لمصيرهم المحتوم. وقال السكان الذين حاصرتهم المياه لايام ان الجيش اجلى السائحين والناس حسب قائمة أولويات معدة مسبقا وترك للمتطوعين مهمة إنقاذ السكان المحليين. وقالت آسيا كوتو التي تقيم في مأوى مؤقت "وصلت طائرات هليكوبتر ولوحنا لها. لم تنقذ الطائرات ايا من سكان منطقتنا." وخارج مسجد تحول لمأوى رفض السكان المواد الغذائية التي اسقطتها طائرات هليكوبتر عسكرية في وقت سابق من اليوم وألقوها في البالوعات. وقال نعيم الذي يقيم في الحي "قال الناس لا نريد الغذاء الذي تقدمه الحكومة". وتعرض الجزءان الواقعان تحت سيطرة الهند وتحت سيطرة باكستان من كشمير لفيضانات عارمة بعد ان تسبب هطول الامطار بغزارة في ارتفاع منسوب المياه في نهر جيلوم في الاسبوع الماضي. ويجري النهر من الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير إلى الجزء الواقع تحت سيطرة باكستان. وقدرت الحكومة الهندية عدد القتلى في الشطر الخاضع لسيطرتها عند 200 ولكن ثمة مخاوف من ارتفاع العدد حين يتضح بالكامل حجم الاضرار في سريناجار التي يقطنها مليون نسمة والقرى في جنوب كشمير. وعلى الجانب الباكستاني قال مسؤولون امس الجمعة ان عدد القتلى بلغ 264 شخصا. وابدى عدد كبير من المواطنين استياءهم من الغياب الكامل للحكومة المحلية والشرطة عقب الكارثة. وقارن البعض بين نشر الدولة في السابق الآلاف من رجال الشرطة لقمع الاحتجاجات على الحكم الهندي والغياب التام في الوقت الحالي. وقال معلم يقيم في مأوى مؤقت "اذ ألقيت حجرا واحدا يظهر مئة رجل شرطة لضرب شخص واحد. أين هم الآن؟ أين الوزراء؟"