قال مصدر أمني وشهود عيان لـ»المدينة» إن اشتباكات عنفية اندلعت بين نقطة عسكرية تابعة للواء الرابع حماية رئاسية ومسلحين حوثيين أمام مدينة الثورة الرياضية بالقرب من التلفزيون اليمني، شمال العاصمة صنعاء. مؤكدة أن قتلى وجرحى سقطوا في الاشتباكات من الجانبين، حيث نقلت جماعة الحوثي قتلاها وجرحاها إلى مستشفى المؤيد التابع للجماعة الواقع في منطقة الجراف، بينما نقل العسكريون إلى مستشفى الشرطة وسط العاصمة. وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات وقعت بعد اعتراض حاجز تفتيش تابع للحماية الرئاسية سيارات تابعة لجماعة الحوثي عليها أسلحة، كانت الجماعة تعتزم إدخالها إلى مخيمات اعتصامات الجماعة الموجودة بشارع المطار. وطالب سفراء الدول العشر جماعة الحوثي بإنهاء مظاهر التصعيد القائم في العاصمة صنعاء ورفع مخيمات الاعتصام وتسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة للدولة والانسحاب بشكل تام من محافظة عمران ووقف التصعيد القائم في محافظة الجوف، الواقعة على الحدود مع المملكة العربية السعودية. ويأتي هذا في ظل استعدادات جماعة الحوثي لمواجهات عسكرية محتملة بعد فشل المفاوضات بين الرئاسة وممثلين عن الجماعة التي رعاها الأمين العام المساعد والمبعوث الخاص للأمين العام المتحدة جمال بن عمر إلى اليمن، في التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة بين الدولة وجماعة الحوثي، التي يبدو أنها حريصة بألا تصل إلى اتفاق مع السلطة على إنهاء تصعيدها في العاصمة صنعاء، حيث إنها كلما لبت مطالبة قدمت مطالبة تعجيزية جديدة- وفقًا لما أكدته مصادر قريبة من المفاوضات. وقال مصدر في الرئاسة اليمنية لـ»المدينة»: إن المفاوضات بين ممثلي الرئاسة وممثلين عن جماعة الحوثيين تعثرت بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الخلافية حول تسمية رئيس الحكومة الجديدة والجدول الزمني لرفع مخيمات الاعتصامات التابعة لجماعة الحوثي من وسط ومداخل العاصمة. وفيما ينتاب الشارع اليمني حالة من القلق والحذر الشديدين من احتمال عدم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين ينهي الأزمة القائمة. وأكدت مصادر أن المشكلة التي حالة دون التوقيع أمس على الاتفاق، تكمن في انعدام الثقة بين طرفي التفاوض حول تنفيذ بنود الاتفاق، بعد التوصل إلى اتفاق عن القضايا الخلافية والتي كانت على وشك التوقيع، إلا أن الحوثيين تقدموا بمطالب جديدة متمثلة بمطالبة الدولة بالاعتذار عن قتلى الجماعة الذين سقطوا الثلاثاء الماضي أثناء محاولتهم اقتحام مقر الحكومة وسط العاصمة صنعاء - حد قول الداخلية اليمنية. وأشارت المصادر إلى أن مهمة ممثلي الرئاسة اليمنية، الدكتور عبدالكريم الأرياني مستشار الرئيس هادي واللواء عبدالقادر هلال فشلت بعدما رفض زعيم الحركة عبدالملك الحوثي استقبالهما بصعدة. وقال مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة الجمعة إن المفاوضات بين السلطات اليمنية والحوثيين توقفت دون الحصول على نتائج، في حين عقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اجتماعاً مع مستشاريه لبحث التعامل مع جماعة الحوثي بعد توقف المحادثات. غير أن مصدر رفيع في الرئاسة اليمنية أكد لـ»المدينة» قال: إن باب المفاوضات لم يغلق نهائيًا وإن التواصل لا يزال مستمرًا بين ممثلي الرئاسة اليمنية وممثلي جماعة الحوثي، وسط خلافات بين الطرفين حول تسمية رئيس الحكومة والجدول الزمني لرفع مخيمات جماعة الحوثي من وسط ومداخل العاصمة. وأضاف «تم الاتفاق على عقد جولة جديدة من المفاوضات بين الجانبين برعاية مباشرة من المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر في غضون اليومين المقبلين». وكان سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية قد عقدوا اجتماعًا استثنائيًا بصنعاء بمشاركة المبعوث الخاص للأمين العام لمجلس التعاون الدكتور صالح عبدالعزيز القنيعير ورئيس بعثة مجلس التعاون في اليمن السفير سعد العريفي ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر كرس لمناقشة تداعيات التصعيد الخطير لجماعة الحوثي بصنعاء وسبل مواجهة المخاطر الطارئة التي تتهدد العملية السياسية القائمة في البلاد. وأكدت مصادر دبلوماسية غربية أن سفراء الدول العشر أقروا في الاجتماع أهمية تعزيز وتكثيف أطر الدعم السياسي والاقتصادي المقدم لليمن ومساندة القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي لاستكمال تنفيذ المرحلة الثالثة من المبادرة الخليجية وتوجيه رسائل إنذار واضحة وحازمة للأطراف التي تسعى إلى تقويض التسوية السياسية الراهنة في البلاد.