ـ النجاح في لعبة كرة القدم لا ينحصر قياسه في الأسماء ولا في الإمكانات المالية والجماهيرية ولا حتى في التاريخ، فالنجاح في هذه اللعبة يقاس أولاً وأخيراً بالحماس والتفاني في تأدية الأدوار المناطة لا سيما تلك المتعلقة باللاعب داخل الميدان. ـ أندية كبيرة لو قيست بكل مقومات الاسم والمال والجمهور فهي بهذا القياس تصبح المحتكر لكل البطولات على أوراقنا، أقول (لو) مع أن (لو) هذه لم تعد خياراً أساسياً للتوقعات ذلك أنها أخفقت على الميدان مقابل نجاحاً كبيراً لبقية هي أقل من إمكاناتها وأقل كثيراً من أسمائها. ـ بالأمس القريب رأينا الفتح وهو (يجندل) الكبار واحداً تلو الآخر ويخطف لقب الدوري وما رأيناه بالأمس القريب قد يعود ويتكرر هذه المرة من خلال الفيصلي الذي لا يقارن بالكبار إلا أنه بات يسلك الطريق الأكثر قوة فها هو ينافس على صدارة الترتيب في الأسابيع الأربع من الدوري ويؤكد بمستوياته ونتائجه مقولة (كرة القدم تعطي من يعطيها). ـ هل بمقدور عنابي سدير أن يكسب المزيد ويظفر باللقب الكبير على غرار ما سبق وأن فعلته أقدام الفتحاويين؟ ـ سؤال يطرح في الوقت الذي نرى فيه صورة فنية ونتائجية رائعة لهذا الفريق المتحمس أما الإجابة فلا يمكن اعتبارها (معجزة) ولا ضرباً من ضروبها ففي هذه اللعبة المجنونة كل شيء قد يصبح جائزاً ومتى ما تولدت العزيمة وقوة الإرادة وتجلت الحماسة فإن أي فريق مهما كانت إمكاناته سيكون رقما إيجابيا في دائرة المنافسة ودائرة من يشكلون بطولاتها. ـ وبما أن الحديث هنا عن الفيصلي ومستوياته الرائعة التي ظهر بها في مستهل مشواره معه الدوري فلابد من الإشارة إلى أن صفقة المحترف الفلسطيني أشرف نعمان تعد نقلة نوعية لهذا الفريق، ذلك أن مستواه كبير وفاعليته الفنية ساهمت في الارتقاء بالرتم العام للعنابي بل أنها قد تكون هي الرقم الصعب في قائمة المحترف (الأفضل) هذا الموسم. ـ بالتوفيق لأبناء (حرمه)، فمستوياتهم مشرفة ونتائجهم رائعة ومتميزة وإذا ما استمروا على منوالها فمن الممكن أن يبتهج عشاق تلك الجغرافيا الجميلة والحبيبة بفريق يرفع الرأس ويقول لهم (تنفسوا) فرحة البطولات وهذا ما نتمناه للفيصلي وهذا ما نطمح في أن نراه دائما مع بقية الفرق التي تقبع تحت خطوط التجاهل الإعلامي المفتعل وسلامتكم..