صحيفة المرصد: يحفل تاريخنا الأدبي بالكثير من قصص النساء اللواتي يجدن اللعب بالسيف والرمح ومنازلة الخصوم في ساحة الميدان، وغالباً ما يطلق عليهن مؤلف الحكاية لقب "الفارسات" وبعضهن "شاعرات فارسات". لكنها المرة الأولى في تاريخ العشائر العراقية التي تصبح فيها امرأة "شيخ عشيرة" وتحمل ذلك اللقب الاجتماعي المتوارث عبر الأجيال والخاص بالرجال، و"الرجال الرجال" تحديداً.. والأكثر من هذا أن تمنح بهذا اللقب "هوية" صادرة من تجمّع لشيوخ العشائر.. حكاية هذه المرأة اسمها: أميمة ناجي الجبارة، ووظيفتها مستشارة محافظ "صلاح الدين" لشؤون المرأة والرعاية الاجتماعية. ويوم انكسر الجيش في الموصل وتسرّب الجراد "الداعشي" إلى محافظتها، حملت أميمة البندقية كأيّ فرد من أفراد العشيرة لا يفرق لديها الليل من النهار. وفي سياق متصل، قال الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة إن "اشتباكات عنيفة اندلعت، بين العشائر والشرطة من جهة ومسلحين تابعين لتنظيم داعش الإرهابي عند مدخل ناحية العلم، أسفرت عن مقتل سبعة من عناصر داعش ومصرع مستشارة محافظ صلاح الدين لشؤون المرأة أميمة الجبارة لدى مشاركتها في القتال ضد داعش". وأضاف الفريق قاسم عطا: "أنقل تعازي القائد العام للقوات المسلحة لذوي البطلة". ومن جهته، ذكر بيان للمفوضية العليا لحقوق الإنسان أن "الشيخة كانت مع أهلها في صلاح الدين تقاوم وببطولة قوى الضلالة الداعشية، الأمر الذي جعل ردة فعلهم أن قصفوا المدينة بالهاونات، وهو ما أدى إلى مصرعها". أما دائرة شيوخ العشائر العراقية في رئاسة الوزراء، فأعلنت عن تكريم أميمة الجبارة بمنحها "هوية شيوخ العشائر"، مؤكّدة أن الجبارة هي أول امرأة في تاريخ العراق تمنح هذه الهوية؛ تقديراً لدورها في التصدي للإرهاب. يذكر أن المحامية أميمة الجبارة كانت ناشطة في حقوق المرأة وحقوق الإنسان، وقد قتل عدد من عائلتها "من عشيرة الجبور" بمواجهة "داعش"، وكانت تعمل على توثيق جرائم الإرهابيين وتجاوزاتهم بحق الأهالي. العربية نت