وضع حجر الأساس لبناء أول مسجد في سلوفينيا في موقع صناعي سابق بالعاصمة ليوبليانا اليوم السبت بعد أكثر من أربعة عقود على تقديم أول طلب رسمي من المسلمين لبناء المسجد. وواجه الطلب عقبات إدارية فضلا عن غياب الإرادة السياسية في بلد يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة أغلبهم من الكاثوليك وبينهم نحو 50 ألف مسلم، وحضر عدة ألاف مراسم وضع حجر الأساس ومن بينهم رئيسة وزراء سلوفينيا اليسارية ألينكا براتوسيك ورئيس بلدية ليوبليانا زوران يانكوفيتش الذي ساعد في وضع حجر الأساس، وكان يوجد خمس سيدات في الحشد يرتدين الحجاب وهو مشهد غير مألوف في الجمهورية اليوغوسلافية السابقة والعضو الحالي في الاتحاد الأوروبي التي تقع بين كرواتيا وايطاليا والنمسا. وقالت ساهرة كاجار (44 عاما) التي ولدت في نفس العام الذي قدم فيه أول طلب رسمي لبناء المسجد في ليوبليانا "هذا يعني العالم كله بالنسبة لي" وأضافت "سيكون لدينا مكان مناسب للصلاة بدلا من استخدام القاعات العامة المختلفة" وشهدت سلوفينيا وهي أكثر جمهوريات يوغوسلافيا الست ازدهارا تدفقا للقادمين من أنحاء المنطقة بينهم مسلمون يبحثون عن عمل على مدى السنوات الخمسين الماضية وخاصة مع انهيار الدولة التي تربط بينهم في أوائل التسعينات. وانفصلت سلوفينيا في عام 1991 وازدهر اقتصادها بينما دخلت البوسنة وكرواتيا وكوسوفو في حروب، وتعطل اقتراح بناء مسجد من جانب مسؤولين محليين مترددين حاول بعضهم إجراء استفتاء على الموضوع في عام 2004، ووقع نحو 12 ألف شخص التماسا يطالب بإجراء استفتاء عام لكن المحكمة الدستورية في سلوفينيا قضت بأن ذلك لن يكون دستوريا من ناحية الحرية الدينية، وقال المفتي ندزاد جرابوس في مراسم الحفل "نحن سعداء لبدء هذا المشروع الحضاري في ليوبليانا التي ستصبح مدينة أكثر شهرة وأكثر تعددية." ويتوقع أن يبدأ بناء المسجد في نوفمبر تشرين الثاني وان تستغرق عملية البناء ثلاث سنوات بتكلفة تبلغ 12 مليون يورو (15.9 مليون دولار) وسيدفع المجتمع الإسلامي معظم التكاليف بفضل التبرعات الكبيرة المتوقعة من قطر، وقالت امرأة تعيش بالقرب من موقع المسجد الجديد "أنا شخصيا لست ضد المسجد لكني اعرف بالفعل أشخاصا مازالوا يعترضون على بنائه" وأضافت "لكن المسجد لم يعد يحتل مكانا متقدما بين القضايا السياسية لان الاهتمام يتركز الآن على ألازمة الاقتصادية التي تشل سلوفينيا."