يعرف الكثيرون الشخصية القيادية (جون سيلفر)، الرجل ذو الساق الخشبية في رواية جزيرة الكنز، ولكن قد لا يعرف الكثيرون أن هذه الشخصية مستوحاة من شخصية حقيقية هي الأديب الانجليزي (ويليام هينلي) الذي عاش بقدم واحدة ومع ذلك كان من المناضلين عن بلده وكثيراً ما ررد جنود بريطانيا في الحرب العالمية الأولى أبياته الشعرية الوطنية،، حديثنا اليوم حول قصص النجاح والتحدي لذوي الاحتياجات الخاصة... مازلنا في إنجلترا بيد أننا في زمن الحرب العالمية الثانية، هنالك حبس أعضاء البرلمان أنفاسهم ليستمعوا إلى الكلمة الأولى لرئيس الوزراء الجديد الذي باغتهم بمقولته:»سندافع عن أرضنا، مهما كان الثمن... ولن نستسلم أبدًا!!... إذا استمرت الإمبراطورية البريطانية والكومنولث في الوجود لآلاف السنوات، سيقول الرجال إن تلك اللحظة هي أروع اللحظات التي مرت بهم». ذلكم هو (ونستون تشرشل) الذي غير سياسة بلاده تجاه ألمانيا النازية من المسايسة والمداهنة إلى المواجهة والقتال حتى تحقق النصر ليكون واحداً من أعظم رؤساء وزراء بريطانيا في التاريخ. ما يهمنا هنا أن (تشرشل) كان يعاني مشكلة التلعثم وصعوبة النطق والتي ظلت ملازمة له لدرجة يصفها من عاصروه أيام شبابه بأنها كانت كارثية. ولكن الرجل بذل المستحيل في التمرن على الحديث واستخدم طقم أسنان مصنوع خصيصاً لمساعدته ليصبح بعدها القائد الملهم صاحب الخطب الرنانة لشعب بريطانيا في أعظم حروب البشرية في القرن العشرين!! نترك مدينة الضباب ونعبر بحر المانش إلى شرق باريس في مطلع القرن التاسع عشر حيث ولد الطفل الفرنسي (لويس) والذي فقد بصره في سن الثالثة ومع ذلك واصل تعليمه حتى التحق بمعهد باريس ولتفوقه أصبح معلماً في نفس المعهد. لاحظ (لويس) أن المكفوفين محرومون من تعلم القراءة والكتابة فكرس جهوده واستطاع أن يتعلم شفرة عسكرية طورها الضابط (بيير ليسكس) مكونة من 12 نقطة استخدمها الجيش الفرنسي في حروبه. تمكن (لويس) بعدها من أن يبسط هذه الشفرة لتكون من ست نقاط ويطور لغة (بريل) للمكفوفين والتي أصبحت اللغة المستخدمة حتى أيامنا هذه،، تلكم قصة العالم الفرنسي (لويس بريل).. ماذا أيضا؟؟ محلياً هنالك الكثير من النماذج المشرفة كالشاب السعودي (عمار بوقس) والذي يعاني الشلل في معظم أعضاء جسده منذ الولادة ويتكلم مستعيناً بأجهزة إلكترونية في أذنيه. ورغم كل ذلك أكمل الثانوية بتفوق وحفظ القرآن الكريم وتخرج بالمرتبة الأولى من قسم الإعلام من جامعة الملك عبدالعزيز وله إسهاماته الإعلامية المميزة... ولا ننسى بالتأكيد أفراد المنتخب السعودي الأبطال الذين شرفونا وحققوا كأس العالم في كرة القدم لذوي الإعاقة الذهنية ثلاث مرات.. وأوجه كلمتي إلى إخوتي وأخواتي من ذوي الاحتياجات الخاصة: ارفعوا رؤوسكم فأنتم ذوو القدرات الخاصة وذوو النجاحات الخاصة وإن كان من أناس لهم احتياجات خاصة فهم أولئك الذين منحهم الله كل النعم ومع ذلك لم يستطيعوا ما استطعتم وكل ما استطاعوه هو التثبيط والتشكيك في أوطانهم وقدرات أبنائه وبناته.. وأخيرا، إن كان المتنبي يقول:» ولم أر في عيوب الناس عيبا.. كنقص القادرين على التمام!»،، فأحسب أن العيب لأي أمة أن تفشل في توفير بيئة تساعد كل شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة أن ينجح ويبدع ويعيش حياته بكل سعادة ويسر... وأختم بكلمات المخترع السعودي الشاب (مهند أبو دية) والذي فقد بصره وساقه اليمنى قبل خمسة أعوام ومع ذلك سجل عدة اختراعات وابتكارات وفاز مؤخراً بجائزة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة للشباب العربي المتميز في مجال الاختراع في قوله:»إنني مثل السهم أحتاج لقوة تشدني إلى الخلف لكي أنطلق بقوة إلى الأمام!! «.