يبدو أن مهمة فك التشفير للقنوات الناقلة للمسابقات الرياضية.. وغيرها من الوجبات التلفزيونية الشهية.. ستظل ماضية إلى أن يرث المعدمون الأقمار الصناعية وما تحتها من أطباق فضائية.. انظروا بربكم.. المشاهدون الذين يطلبون حق اللجوء لأذواقهم.. أطلقوا العنان لأصابعهم كي تجوس خلال "الريموت كنترول".. وفي سبيل بذلهم ومحاولاتهم .. منهم من قضى نحبه مشاهداته مجاناً.. ومنهم من ينتظر غير عابئ.. إن كان ليل الانتظار طويلا أم قصيرا. أريتريا.. الدولة الأفريقية التي يفصلها عن القارة الأوروبية "فاصل" الله أعلم إن كان من بعده قد يواصل.. أصبحت بقناتها الفضائية وبثها.. وجهة وواجهة مفضلة لجماعة محاربة التشفير.. الأريترية شقت عصا الطاعة الاحتكارية.. ونقلت البطولات الأوروبية والآسيوية والأفريقية بحرفنة شديدة.. حرفنة تعجز عن رصدها أعين أباطرة التشفير و"قطاع طرق" المشاهدة المجانية. وفي المنتديات التي تتناقل نبض الجماهير.. تمضي الاحتفالات بالقناة الأريترية إلى غاياتها ونهاياتها.. الكثيرون يمموا شطرها.. وراحوا يعددون فضلها وأفضالها المتناسلة غير المتكاسلة.. لتصبح القناة الفقيرة في الدولة الصغيرة.. وبقدرة بث فضائي "قادر".. قناة ثرية وغنية بالمشاهدين.. تغنيهم وتحميهم من شرور التشفير بكل قنوات البث العاربة والمستعربة. القناة الأريترية لم تنتظر قرارا من الاتحاد الأفريقي أو العربي أو الأوروبي لمعالجة أمر البث والحقوق.. من نفسها ودون مشورة أحد سلكت أقرب الطرق إلى استقطاب المشاهدين.. واستبدلت نظرية الدفع مقابل المشاهدة.. بنظرية جديدة صحية ومفيدة.. ملخصها ببساطة.. كن مرتاحاً أينما كنت فنحن نتعب من أجلك ولا نطلبك الثمن.. لهذا فقد وددت لو أنني صفقت للقناة الأريترية.. لكن نفسي نازعتني.. أهو حلال أم حرام.. قرصنة أم حرفنة؟ أفتوني أو فتتوني.