عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز فيه قرارات كبرى كتبت اسم «عبدالله» في التاريخ بحروف من ذهب.. قرارات سبقت المجتمع وفرضت التطوير والتحديث رغم معارضة ومخاوف المصابين بما يمكن تسميته «رهاب التغيير»، رغم المحافظة التي تغلب على أسلوب إدارة «السعودية الرسمية» إلا أن هذه المحافظة والحكمة الزائدة، لم تمنع التغيير الإيجابي الذي لا يمس ثوابت السياسة، بل يؤثر لصالح المجتمع، وليس من الآن ولكن منذ تأسيس الدولة الثالثة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، ولعل هذا يؤكّد أن حكومات الخليج وخصوصاً السعودية من دون كل حكومات العالم تدفع المجتمع للتطور والتغيير والتنمية الشاملة وليس العكس. خطوات واسعة تخطوها السعودية لرسم معالم طريق أكثر وضوحاً، اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وربما معظم شكاوى المواطنين في الثلاثين عاماً الأخيرة أصبحت أوراق بيد حكومة الملك عبدالله وبرنامج عمل للتغيير نحو الأفضل، الصحة والتعليم والقضاء والإسكان، هذه المشكلات والمطالب ما كانت ستتحقق وإن مرّ من الزمن نصف قرن أو حتى قرن كامل لو لم يتخذ خادم الحرمين الشريفين قراره بحل هذه المشكلات ببرامج حكومية مستقلة نوعاً ما عن الميزانية الحكومية وبيروقراطية الجهاز الحكومي المتبلد. الكرة الآن في ملعب الوزراء، والدور على الإعلام ليسأل ويجد من يجيب بكل صراحة ووضوح، وإلا سنبقى في دائرة الإحباط التي يتعمّد البعض بأن يبقي السعوديين بها، حتى لا يتنفسوا الإيجابية، ولا يتفاعلوا مع التطور الكبير الذي لا ينكره إلا جاحد وحاقد. أقول ذلك ونحن قريبون من مناسبة غالية علينا جميعاً وهي مناسبة اليوم الوطني العزيز، وسمعت عن حملات ومبادرات لتعزيز المواطنة، وهذه حملات مباركة ولها أهميتها ولكن يجب أن تكون نابعة من حس وطني حقيقي وقائمة على عمل تطوعي لا يراد منه أي مكاسب مادية حتى تحقق تلك الحملات أهدافها. وأقترح أن يكون اليوم الوطني حافلاً بالفرح، ومذكِّراً بالماضي، وفيه استعراض لقوتنا العسكرية والعلمية والثقافية والرياضية، ليعرف السعوديون سعوديتهم، وكذلك أن يكون يوماً لتكريم البارزين في كل المجالات، ليقول الوطن لمن خدموه شكراً. السعودية في تسعة أعوام اختصرت الزمن، وتتطلع للغد بكل ثقة، وهي أيضاً بحاجة لتذكير أبنائها بالماضي ليعرفوا قيمة الحاضر.