خيبة أمل يعيشها الصحفيون والصحفيات متفرغين ومتعاونين من هيئتهم التى فرحوا بها وعلقوا عليها آمالهم وآلامهم، وئدت قبل أن تولد وغيبت قبل أن تشرق. تغرد خارج السرب وبمعزل عن القضايا والحقوق التى تهم الصحفي؛ مما ولد أزمة ثقة بعد أن (خاب من دساها) هكذا يتحدثون فى مكاتبهم وبين طيات الصحف وضجيج المطابع، همسا يتحدثون لأن القاضي والخصم والحكم هيئتهم!! أنا شخصياً لم أسمع أي حراك لهيئة الصحفيين السعوديين، منذ نشأتها قبل اكثر من عشر سنوات الا الشجب والاستنكار من الاعتداء الآثم على الصحافية اللبنانية "مي شدياق". ولعلهم رحمونا من وعثاء السفر لتقديم أسفنا على هيئتنا وعلى الاعتداء على مي وتفخيخ مركبتها! مشكلة الهيئة أنها ولدت من رحم السلطة، ولم تنطلق جلية من داخل المجتمع المدني نفسه، لذلك فهي تعامل منسوبيها "كموظفين وليس كأعضاء" وهنا مربط الفرس!. برغم أن لائحة الهيئة تنص على رعاية مصالح الصحفيين متفرغين ومتعاونين، والسعي لتحسين حقوق الصحفي المالية والادارية وحمايتهم من ضغوط أرباب العمل، ولم نر شيئا على الواقع!! كيف نطالب الصحفي بالإبداع والتميز وهو يقف على "كف عفريت" فلا استقرارا وظيفيا ولا مميزات مغرية، وكان باستطاعة الهيئة وبأضعف الإيمان أن تعمل على إيجاد تخفيضات فى تذاكر الطيران والاقامة فى الفنادق، وان تسعى لعمل دورات تأهيلية لمنسوبيها وصندوق خيري، وغيرها من الاجراءات السهلة والبديهية، حتى يسترد الصحفي بعضا من الرسوم التى دفعها من قوت بيته دون فائدة تذكر. مجموعة من صحفيي المنطقة الشرقية أنشأوا مجموعة باسم "إعلاميو الشرقية" دون قريع وضجيج، وبإمكانات متواضعة بقيادة المبدع فهد الحشام والرائد سلطان العتيبي، فكانوا بحق رائعين بافكارهم واستطاعوا أن يجمعوا البيت الصحفي الشرقاوي، ويتبادلوا الافكار وينظموا الزيارات والرحلات ويقفوا مع المحتاج، ولعل "هيئة الصحفيين السعوديين تستفيد من تجربتهم، والله المستعان.