.. فيما تحدث به صديق يشغل منصبا كبيرا: أنه عندما أنهى دراسته وحصل على شهادة الدكتوراه بالولايات المتحدة الأمريكية أقام له زملاؤه حفل تكريم حضره نخبة من الدارسين بأمريكا من رجال ونساء. وقد جرى الحديث في مختلف الموضوعات التي كان منها قول أحد الحاضرين من الشباب الذين هم على وشك التخرج: إذا تخرجت وعدت للوطن فلن يكون لي هدف سوى الخدمة في المجال الذي تتوفر لي فيه فرصة عمل. وهنا ارتفع صوت سيدة لا أعرفها ولم أهتم يومها بأن أسأل عنها أو عن اسم زوجها لما قالته من كلام خلته من جمل الاتهامات التي توجه للشباب إذ قالت: هذا ادعاء يسقط حال عودتكم للوطن حيث تبحثون عن الكرسي الدوار، وعن الفلة المتسعة، وعن السيارة المرسيدس مع السائق الذي يقودها. وقد جادلتها رافضا ـ يقول صديقي المتحدث ـ يومها جميع ما تحدثت به تلك السيدة التي أبحث عنها اليوم لأحييها لأنها قالت الحقيقة التي تجسدها الأعداد الكبيرة من الشباب العاطلين، من أصحاب الشهادات العليا، أو الشهادات الثانوية، أو حتى الابتدائية. ففي عدد الأحد 14/10/1435هـ نشرت «عكاظ» تحت عنوان: «عزوف عن وظائف الحج الموسمية» ما نصه: رغم توفر أكثر من 20 ألف وظيفة للسائقين والفنيين بميزات عدة من أبرزها السماح لموظفي القطاعات الحكومية من المرتبة الخامسة فما دون بالالتحاق بها ومنحهم اجازة رسمية من جهات أعمالهم إلا أن العزوف لا يزال مستمرا حيث لم يتقدم خلال الفترة الماضية سوى 114 شابا . وقد أوضح رجل الأعمال زياد فارسي (صاحب إحدى شركات نقل الحجاج) أن مشكلة عزوف الشباب عن وظائف السائقين والفنيين هي مشكلة تعاني منها الشركات طوال العام ولكنها تظهر بشكل واضح خلال موسم الحج نظرا لعدم وجود شباب سعودي مؤهل للعمل في هذا القطاع، مشيرا إلى أن الحلول تتمثل في إقامة دورات تدريبية وبرامج تأهيلية من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. وأضاف: توجد 20 شركة تعمل في مجال نقل الحجاج بمكة المكرمة لديها القدرة على توظيف آلاف الشباب السعودي في حالة وجودهم. فأين أنتم يا عشاق البطالة؟! السطر الأخير: أحرز رغيفك أولا ثم انتصب متعبدا هذا الطريق الأسلم.