×
محافظة المدينة المنورة

تدريب 640 موظفاً عبر 20 دورة بالمدينة

صورة الخبر

معهد الاقتصاد والسلام، منظمة غير حكومية، مقره الرئيسي في لندن، مهمته دفع المجتمع الدولى للتركيز على التدابير الإيجابية، وتحقيق التقدم البشري، وقد دأب هذا المعهد منذ ثماني سنوات على إصدار تقرير سنوي بعنوان (مؤشر السلام العالمي) يعتمد على 22 مؤشرا يقيس من خلالها مدى استقرار الدول التي يتم مسحها، ومن هذه المؤشرات حجم الإنفاق العسكرى، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، والتكافؤ بين الجنسين، ومعدلات الجريمة، وكذلك حجم الصراعات المحلية والدولية بين الدول وجيرانها، أما مصادر بيانات هذا التقرير فتشمل البنك الدولي ووكالات الأمم المتحدة، وغيرها من المعاهد الدولية المتخصصة في الدراسات الاستراتيجية. وقد أطلعت في إحدى الصحف العربية على موجز التقرير الاخير لهذا المعهد، الذي أفاد بأن إحدى عشرة دولة من بين 162 دولة تم مسحها، يمكن وصفها بأنها آخر معاقل السلام والاستقرار، وكنت في غاية الشوق والفضول لمعرفة هذه (الدول الناجية) وتمنيت أن تكون أي دولة عربية، وهذا أضعف الإيمان من بين هذه الدول الإحدى عشرة، ورحت أطالع أسماء الدول فوجدت؛ ايسلندا؛ في مقدمة دول العالم أكثر استقرارا وسلمية، وجاء بعدها الدنمارك، تليها نيوزيلندا؛ ثم النمسا، ثم سويسرا، وجاءت اليابان بعدها، ثم فنلندا وكندا. أما «السويد» فهي ــ كما توصف ــ البلد الذي يشعر فيه الجميع بالسعادة والأمن فقد احتلت المرتبة التاسعة، تليها بلجيكا، كآخر دولة أوروبية من الدول السعيدة. وقد ضم التقرير كذلك دولا انخفضت معدلات السلام والامن بها، وتراجعت عما كانت عليه في الماضي فجاءت الولايات المتحدة في الترتيب 101 والصين 108 وإيران 121 وروسيا 152، وأكثر خمس دول تعاسة وشقاء كانت الصومال، ثم العراق فجنوب السودان، أفغانستان، ثم سوريا فهي حسب التقرير أسوأ مكان يمكن أن يعيش فيه الانسان على وجه الارض. هكذا فشلت الدول العربية، بل والاسلامية في أن تحتل مكانة بين الدول الامنة المستقرة مع أن الله تعالى قد حباها من النعم ما يحقق لها الامن والاستقرار بل ومما يؤسف له أن تشكل خمسة بلدان عربية وإسلامية قائمة أكثر الدول اضطرابا وتعاسة وشقاء. لم ينجح أحد، من بين الدول العربية بل والاسلامية، في تحقيق الامن والامان والاستقرار للشعوب قد يكون العيب في بعض شعوب الدول، لكن تبقى الحقيقة المرة أن ما من دولة من هذه الدول قد نجحت في الاختبار الالهي لإعمار الكون، وتحقيق السعادة للبشرية، وهي من صميم مفهوم «العبادة» التي من أجلها خلق الله تعالى الإنس والجن. فمن نحاسب ؟!. علينا محاسبة أنفسنا على هذا الفشل، وفي الوقت ذاته، لا نستسلم له وأن نسعى لعلنا نحقق النجاح في الدور الثاني من الاختبار.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.