ما أروع الانتماء والعشق. مرحلة أخرى تتعدى التشجيع لا يعرفها إلا كل من ارتبط بالعالمي قلبا وقالبا. في الجوف حل النصر ضيفا على العروبة. وفي المطار لم يمهل العشاق الواصلين الجدد لالتقاط أنفاسهم إلا واحتشدوا بالآلاف لاستقبالهم بالأحضان والورد. هل ما حدث ليلة السبت مجرد تشجيع أم إنه عشق ووفاء وانتماء لا نظير له. في العادة الجمهور هو من يلتقط الصور.. ما حدث عكس ذلك، اللاعبون هم من قاموا بالتصوير واستغلال هذه الحالة الهستيرية من المحبين لتوثيقها لأنهم لو حكوها لأحد فلن يصدق إلا بالصور. ما أروع جماهير الجوف وجماهير الشمال.. جمهور من زمن آخر لا يمكن إلا أن تقف له احتراما بعد هذا الامتياز الذي لن تجده عند غيرهم. استقبال «خمس نجوم» لأصحاب الفخامة لفت الانتباه وأنسى الجميع ما في الساحة من أحداث أخرى. إنه النصر يا سادة، وإنهم جماهير الجوف يا قوم. ما حدث حالة يجب أن تدرس وتبحث لمعرفة سر عشق الناس لهذا الكيان بهذه الصورة غير الطبيعية. أطفال وشباب وشيوخ يحيطون بالنصر ولاعبي النصر في منظر مهيب لم يتكرر ولن يتكرر إلا بحضور النصر صاحب الفخامة والريادة في كل شيء. هل لأنه النصر أم لأنهم أهالي الجوف.. فكلاهما علم على رأسه نار وكلاهما أصحاب الفخامة.