(الرّشْــوَة بشتى صورها) إحدى أهم نماذج الفساد الإداري والمالي؛ فيكفي أنها تقضي على العدل والمساواة بين المواطنين؛ وفيما يبدو بأنها ممارسة عَـانَـت منها الإنسانية منذ العصور المتقدمة كما تؤكده مخطوطات ورسومات من حضارات مختلفة. والإسلام حاول القضاء عليها ومحاربتها بتشريعات ونصوص من القرآن الكريم والسنّـة المطهرة منذ أكثر من أربعة عشر قرناً، والأمم المتحدة أصدرت أنظمة تخصها عام 2003م! وفي وطننا تنبهت الدولة لهذه الجريمة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله في نظام صدر عام 1345هـ، وفي عام 1413هـ خرجت أنظمة ومواد لمكافحة الرشوة، تلا ذلك تعزيز من وزارة الداخلية عام 1423هـ، وقبل سبع سنوات كان هناك استراتيجية وطنية لمحاربتها. تشريعات وجهود نظرية كبيرة قدمتها الجهات المعنية للحَـدّ من آثار تلك الجريمة، ولكن النتائج الإيجابية لم تصل لمستوى الطموحات، فما زالت أروقة بعض المؤسسات الحكومية والخاصة مسرحاً للرشوة التي تقفز على الأنظمة، وتهضم المواطنين حقوقهم المشروعة! ولذا أجزم أننا بحاجة لتقـيـيـم ومراجعة التجارب والخُـطـط السابقة، ومن ثَــمّ إطلاق حملة وطنية فاعلة للتعريف بخطورة تلك الآفة على الفرد والمجتمع، ووضع خطوات عملية مُمَـنْـهَـجَـة للمعالجة أو المكافحة التي أرى منها: تكثيف المراقبة الإدارية وتنويع أدواتها وأساليبها، وفتح قنوات سريعة للمواطنين للبلاغات كالهواتف المجانية والمواقع الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية، ومنح المُـبَـلّـغ حَــقّ سرية بياناته، وتحفيزه بمكافأة مجزية، وكذا سرعة التفاعل مع البلاغ والوصول لميدان الجريمة!! أيضاً لابد من القضاء على البيروقراطية والتعقيدات الإدارية لدى بعض المؤسسات الحكومية فهي من أسباب اللجوء للرشوة، والتحول العاجل نحو مَـيْـكَـنَـة الإجراءات الإدارية، ولعل من الخطوات الهامة في هذا المجال تحسين أوضاع الموظفين وتشجيعهم بالبدلات! ومن أهم أدوات القضاء على الرشوة تفعيل (قَـانون مِـن أين لك هذا؟!)، والبت في قضاياها من خلال محاكم متخصصة، ثم التشهير بمَـن تثبت إدانتهم مهما كانوا! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain