احتج أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة القصيم الدكتور عادل العمري على مسمى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مطالباً بتغييرها إلى مسمى آخر يتطابق مع مفهومها وعملها في هذا العصر. ومن جهته أكد عضو فقهاء الشريعة بأمريكا الدكتور محمد النجيمي أن عمل الهيئة منضبط، إضافة إلى أن أخطائها قليلة جداً. وجاء ذلك عبر مناظرة ساخنة في برنامج الميدان من تقديم عامل المعرفة أحمد العرفج على فضائية الرسالة، حول عمل الأمر بالمعروف في الإسلام. واستهل الحلقة الدكتور العمري قائلاً: هناك نصوص كثيرة تؤكد على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا توجد مساومة أو جدال حولها، لكن هل الهيئة الحالية تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر أم تدعو -فقط- إلى أداء الصلوات الخمس؟. وتابع مؤكداً حديثه على أن الشعيرة -شعيرة الأمر بالمعروف- جاءت للأمة قاطبة وأنها ليست إنتقائية، موضحاً على أن كل الأجهزة والجهات الموجودة تشمل وتصب في عمل الأمر بالمعروف. ورد عليه النجيمي مشيراً بقوله: عمل الهيئة ليس فظفاظاً، لكنه يشمل مراقبة التجار والمحلات، كما أن لها أحقية الضبط والتفتيش، والمشاكل التي تحصل ما بين الجهاز والمواطن يقف ورائها ثلاثة أسباب، أولها: المواطن ليس لديه وعيٌ لاختصاص عمل الهيئة، ثانيها: بعض المنتمين للهيئة غير متعلمين، ثالثها: تداخل بعض الاختصاصات. وأردف العمري موضحاً بقوله: المصطلح ليس فظفاظاً في المفهوم الشرعي، بل أصبح فظفاظاً بعمل وممارسات الهيئة في الوقت الحاضر. كما تساءل: ما المانع من تغيير اسم الهيئة إلى ما يتناسب مع عملها الحالي والمشاهد؛ لأنها -في الحقيقة- بعيدة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأضاف متعجباً: في الوقت الحالي من ينتقد الهيئة فكأنه ينتقد شعيرة الأمر بالمعروف، وهذه إشكالية كبيرة. فيما أكد النجيمي قائلاً: تغيير مسمى الهيئة إلى نظام الحسبة سيكون أفضل، وحتى تدخل فيها حماية المستهلك ومراقبة التجار والعبادات والعقيدة. ولفت العمري إلى أن تغيير الهيئة إلى نظام الحسبة لن يحل الأمر، بل ستزيده تعقيداً؛ لأن الأمر بالمعروف ممارسة. وأضاف مؤكداً: نحن في عصر العلم ويجب أن يكون المسمى واضحاً ودقيقاً. وأشار النجمي على أن الهيئة قصرت عملها على المسائل العقيدية والأخلاقية والجنائية، وأنه ليس من حقها التفتيش. مقترحاً على إضافة وإستناد بعض حقوق الإنسان إلى الهيئة أيضاً. مؤكداً -عبر حديثه- أن أكثر عمل الهيئة منضبط وفق دراسات جهات محايدة، وأخطائها قليلة ونادرة. وفي سياق متصل تساءل العمري قائلاً: لماذا عندما يخطئ رجل الهيئة تقوم الدنيا ولا تقعد؟. وعن علاقة الإعلام بجهاز الهيئة أكد النجيمي مشيراً بقوله: الإعلام يضخم أخطاء الهيئة؛ لأن هناك صراع فكري ما بينهما، كما أن أكثر منتقدي الهيئة هم الكُتاب والإعلاميون، ويفعلون ذلك لأجل الشعبية والبحث عن الشهرة. ويُذكر أن برنامج الميدان برنامج أسبوعي، يُعرض عبر فضائية الرسالة ويُعاد على روتانا خليجية؛ ويناقش في كل مرة قضية أو مسألة خلافية ما بين العلماء والفقهاء؛ وذلك في تمام التاسعة والنصف من مساء كل ثلاثاء. رابط الخبر بصحيفة الوئام: النجيمي: منتقدي الهيئة يبحثون عن الشهرة ..والعمري: عندما يخطئ رجل الهيئة تقوم الدنيا ولا تقعد