إذا كان هناك إدارات تميزت بنوعية مخرجاتها وجودتها، كنموذج مصغر، فهناك وزارات أثبتت وجودها، كما وكيفا، فتفوقت على جاراتها من الوزارات!! فأصبح عملها واضح البيان، ونتائج جهودها يُشار إليه بالبنان. قائدها، تم اختياره من قِبْل ولي الأمر بدقة، وذكاء وبُعد نظر، ثم حمّله كغيره من الوزراء الأمانة، ومنحه الثقة. لكن ذلك الوزير لم يكن هدفه التجارة !! بل كان هدفه الوزارة !! من أجل ذلك أخذ على نفسه العهد وقطع الوعد، ليُغيرنّ الاتجاه، وما تعارف عليه الناس!! فيصحح مسارها، ويحلّق بها عاليا لكل ما يخدم الوطن والمواطن !! فخطط، ونفذ، وتابع، وأرشد، فكانت تلك النتيجة وهذا النِتاج!! فكان بحق واحداً ممن نحتوا أسماءهم في لوحة الإنجاز ودخلوا الإمتحان فنجحوا بامتياز، إنه توفيق الذي لازمه التوفيق فكان همه كبيرا واهتمامه أكبر، عين على الوطن وأخرى على المواطن ، تلفت والتفت لحبيبه الوطن وأخيه المواطن فوضع عينه قبل يده، على معاناتهما، فبدأ كأنه جرّاحا يضع يده على الجِراح!! فشخّص الآلام وأستأصل الأورام، فهاهي المساهمات العقارية المتعثرة لعشرات السنين، والتي تعلقت بها أموال آلاف المواطنين، أعاد فيها الحياة !! فصفّيت منها مساهمات، وفي الطريق الأخريات!! ثم نظر لغول المجتمع والذي أكل الأخضر واليابس وهو التاجر الجشع الذي سيطر عليه الطمع، فسن قيم العدل وسطر لهم سبيل الحق ، وفرض قانون الحظر ، لمن تجاوز الحد، فكان ماليس منه بد، فعاقب التجار المخالفين، و طبق مبدأ لم نعتده، ولم نتعوده ( التشهير بالمخالفين ) .. فأصبحنا نعرف التاجر المخالف و نوع مخالفته ونسينا عبارة ( تاجر شهير .. و تحتفظ الجريدة باسمه ) . وبالتالي أصبح التاجر يخاف من التشهير أكثر من العقوبة المالية التي سيستردها من المواطنين أضعافا مضاعفة كما حدث بالأمس القريب مع الزيادة الملكية في الرواتب والمقررات، فكسر التجار بأطماعهم أقفال القناعة والالتزام بالقرارات!! لم يتوقف الأمر عن هذا الحد، من جانب هذا الوزير الفذ، فليس لنشاطه مدى ولا تضيع جهوده سُدى، فمنع مسابقات اليانصيب، ليحمي الوطن ممن استغلوا حاجة الناس بقولهم هذه القسمة وهذا النصيب!! ورغم أنها تدر الأموال الطائلة من الريالات للتجار وشركات الاتصالات، لكن مصلحة الوطن والمواطن تذوب من أجلها جميع الاعتبارات وتُراجع من أجلها كل الحسابات!! ولعل الرقم المخصص للغش التجاري واستقبال البلاغات!! لهو خير دليل على اهتمام الوزير بأبناء الوطن من مختلف الفئات!!! لكن هذا لن يكفي يا معالي الوزير فمع كل ما حققت تذكر أنك لم تغير إلا النزر اليسير، من تركة ثقيلة تراكمت مع مرور الزمن حتى صار الوضع أكثر من خطير !! الرياض