×
محافظة المدينة المنورة

ساهر في ينبع قريبا.. وتوزيع الضباط حسب الاحتياج

صورة الخبر

قال العميد مختار بن نصر الناطق الرسمي الأسبق لوزارة الدفاع التونسية لـ»المدينة» إن المجموعات التكفيرية وعلى رأسها داعش الإرهابية هي الآن عدو مشترك للجميع، مشيرًا إلى خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤخرًا أمام السفراء الأجانب والذي دعا فيه زعماء العالم إلى الإسراع في محاربة الإرهاب قبل أن يستشري أكثر ممّا هو عليه الآن. وطلب الملك عبدالله من السفراء نقل هذه الرسالة إلى زعمائهم، ومفادها ضرورة محاربة شر الإرهاب في هذا الوقت بالقوة وبالعقل وبالسرعة، وركّز العميد مختار على تحذير الملك عبدالله من أن الإرهاب إذا تُرك فسوف يصل إلى أوروبا بعد شهر، وإلى أمريكا بعد شهرين. ودعوته زعماء العالم إلى دعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب للأمم المتحدة الذي دعمته السعودية مؤخرًا بمئة مليون دولار بكل سرعة. ا لعميد مختار بن نصر الناطق الرسمي الأسبق لوزارة الدفاع التونسية قال لـ»المدينة»: إنّ خطورة الجماعات بليبيا على تونس غير مباشرة حاليًّا بحكم أن هذه المجموعات لها فكر متطرف ودعوة للعنف ولها اهداف، منها إرباك الدولة وإنشاء نظام اخر مغاير تماما لنظام وأنموذج المجتمع التونسي والدولة، هنا تكمن خطورتها. هذه المجموعات متمثلة في عشر فصائل دينية متطرفة وكلهم يهدفون إلى الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح، وفي ليبيا اليوم هناك خلاف على الدولة وما هية الدولة، هناك من يريد دولة ديمقراطية ومجموعة تريد إمارة ومجموعة تريد فيدرالية، هم كمجموعات غير متفاهمين في ما بينهم حتى على نوع الدولة، إذن هذه المجموعات هي فاعلة ولها دعم كبير من أطراف اخرى وتسعى اليوم إلى السيطرة على الوضع في ليبيا. والوضع الآن في ليبيا هو حرب تموقعات سياسية، من ستكون له الغلبة هو الذي بجانبه السلاح والدعم هو الذي سيتمكن من اللعبة، بالطبع هذه المجموعات التي على رأسها الاخوان المسلمين وأنصار الشريعة بالأساس هو نظام محظور في تونس وفي ليبيا ومصنف عالميا تنظيم الإرهابي، هذا التنظيم له أساليب عمل وطرق تعاون بينه وبين أنصار الشريعة التونسي تتمثل في تبادل المعلومات والدعم المالي واللوجستي، وكذلك الدعم بالمقاتلين والقادة وهذا من خلال كل البحوث التي قامت بها وزارة الداخلية بالنسبة للأفراد الذين تم القبض عليهم سواء في الشعانبي أو أماكن أخرى من أماكن القتال مع هذه المجموعات، أثبتت أن هذه المجموعات متعاونة مع بعضها البعض، وتسعى إلى بسط نفوذ معين متمركز على الميدان، وافتكاك السلطة مهما كانت الطرق. هذا الخطر ليس مباشرًا اليوم على تونس لكن على مدى معين إذا تمكنوا من السلطة في ليبيا سيصبح الخطر مباشرًا على تونس لأنهم حينها سيساعدون المجموعات الموجودة في تونس بالسلاح والمقاتلين حتى يستولوا على السلطة. واستبعد العميد مختار بن نصر قدرة هذه المجموعات الاسلامية في كل من ليبيا وتونس تحقيق خلافة اسلامية وعاصمتها تونس قائلا : هدف تحقيق دولة الخلافة مستحيل أو عسير في الوقت الحالي نظرًا لوجوب توفير خمسة شروط مع بعضها لكي يمكن لهذه المجموعات أن تجد لها موطن قدم في بلد من البلدان، أولاً يجب أن يكون هناك انهيار للنظام وللدولة، وهذا غير متوفر في تونس لابد أن يكون هناك نظام أمني منهار، ونظام عسكري غير قائم وهذان غير موجودين في تونس، ويجب أن يكون هناك قبائل أو مجموعات تملك السلاح، وهذا أيضًا ليس موجودًا في تونس. لهذا لا يمكن لهذه المجموعات أن تجد مكانًا في تونس أو تصبح فاعلة نظرًا للآن الدولة قائمة ولها قوات من الجيش فاعلة وناجعة ومع تطوير أساليب العمليات بعد الضربات المتوالية في ملاحقة الإرهابيين، وبالتجربة المكتسبة يمكن القول إن هذه المجموعات لا يمكن لها أن تستقر في تونس ولا أن تنصب شيئًا. ويؤكد العميد مختار بن نصر قدرة الجيش التونسي بعد أن اصبح جاهزًا بعد المساعدات العسكرية من اصدقاء تونس لمقاومة الإرهاب ومنعه من تحقيق أهدافه قائلاً: الجيش التونسي من قبل متمكن ويقظ وله الامكانيات ليدافع عن الحدود بالشكل الجيد، والدليل أن أربع سنوات بعد الثورة لا يوجد من دخل حدودنا أو هدد تونس من بعيد أو من قريب باستثناء بعض السيارات المنفردة دخلت من حين إلى آخر تم التصدي لها هذا منذ سنتين، باستثناء بعض العناصر عن طريق التهريب، وهي مجموعة بسيطة يمكن التصدي لها، المشكلة الوحيدة بالنسبة لنا هو الإرباك، إرباك العمل السياسي، إرباك المجتمع، بث مناخ من الخوف والريبة ومن الشك، هذا هو المقلق في هذا الظرف إلاّ أنه من الناحية العلمية عسكريًّا لا يمكن أن نتخيل وحدات تأتي بقوة كبيرة وتدخل لأن لدينا دفاعًا جويًّا فاعلاً، وجيشًا ميدانيًّا قويًّا، الجيش التونسي لا يعرفونه منذ 60 سنة، اكتشف إبان الثورة، اكتشفه التوانسة، اكتشفوا فيه الجانب الديمقراطي لكن جانبه العملياتي للميدان رادع، ولا يمكن التخيل أن هذه المجموعات الإرهابية ستمر بسهولة وتدخل التراب التونسي، كل ما يُقال عن المجموعات الإرهابية التي يمكن أن تدخل أو تهاجم تونس هو محض الخيال والتخويف، ويدخل في إطار الحرب النفسية الدائرة اليوم؛ لأن هذه المجموعات لها وسائلها لتمرر الخوف والذعر والتي تستعملها داعش في الشام والعراق نفس الأساليب التي استعملها هولاكو في هجومه على بغداد عندما يهاجم قرية يقتل ثلاثة أرباع القرية، ويترك الربع يفر خائفًا مذعورًا. الوقت تغيّر، هناك اليوم وسائل الاتصال وخاصة سلاح الإعلام. طمأنة العميد مختار بن نصر عن قدرة الجيش التونسي بدحضه أي عدوان لم تمنعنا من تذكيره بالخلايا النائمة في تونس التي تعمل على إرباك الانتخابات، وما ينتظرها من أبنائها الموجودين بأرقام كبيرة، سواء في داعش بالعراق او سوريا. قال: هناك أرقام تأتي غير مؤكدة، ولا أحد يمتلك العدد الحقيقي للتونسيين في المنظمات الإرهابية، لا يمكن أن نتخيل آلافًا مؤلفة من التوانسة ضمن داعش، عندما نعلم أن الحرس التونسي بأكمله لا يمثل 5 آلاف فكيف يقولون إن التونسيين في داعش 6 آلاف؟ هذا من محض الخيال، الدولة التونسية بإمكانياتها لا تمتلك أكثر من 6 آلاف شرطي كيف هناك 6 آلاف في داعش ـ هناك أشياء لا تستقيم حتى منطقيًّا، إذن هناك أعداد أقدرها شخصيًَّا ببعض المئات فيهم المقاتل وفاعل وفيهم أيضًا من يقوم بالأعمال اللوجستية ذهبوا بالإقناع أو بالابتزاز أو بالمال أو البحث عن البطولة الزائفة، في الحقيقة هناك أطراف معادية تروج لهذه الأرقام فداعش يهمها جدًّا أن تقول ما تريد ليزداد الخوف والذعر للطرف المقابل، وردًّا على الأنباء التي رددها الإعلام عن وجود 13 ألف تونسي ينتظرون ساعة الصفر للانقضاض على تونس، وهو ما صرح به الشيخ فريد الباجي في وسيلة إعلام لدولة مجاورة قال العميد مختار بن نصر: إن ما بين الطرح العادي وما بين الطرح العسكري هناك اختلاف من الناحية الموضوعية؛ لأن العسكري يعتمد على حقائق ميدانية وبالتحليل يعني يمكن أن يكون هذا العدد كثيرًا، أو أقل ولكن هذا أساسًا متناقض حتى مع مبادئ عمل المجموعات الإرهابية، التي تقاتل في مجموعات صغيرة جدًّا 3 أو 4 أفراد مجمعة بعضها لا يعرف البعض الآخر قيادتها لا تعرف بعضها، وهكذا تعمل داخل الدول، تستقوى نوعًا ما وتصبح فاعلة ممكن أن تعمل في شكل فصائل، الفصيلة 30 فردًا له قيادة، حتى داعش عددها المروج له كبير، وهو في الأساس لا يتجاوز عشرة آلاف في العراق، وعشرة آلاف في سوريا لكن اليوم نسمع جيوش كاملة هذا صعب جدًّا، لأن هذه المجموعة في وقت من الأوقات وجدت فراغ ليس هناك جيش في العراق وليس هناك تصدي بطريقة ناجعة في البداية في سور يا ممّا جعل هذه المجموعة تتمكّن من الميدان، وتستقطب ثم تبرز وتدفع الشباب للعمل حتى بتهديد السلاح للانخراط في هذه المجموعات، الخلايا النائمة في تونس هي خلايا صغيرة وموجودة والشيء الهام جدًّا اليوم أن وزارة الداخلية تعرفهم بالاسم وعلى امتداد السنوات الثلاث الأخيرة في الحرب على الإرهاب المفتوحة تم القبض على 1700 نفر ملفاتهم أمام القضاء وتم القبض على قرابة 367 نفر يجندون في الشباب، ويسفرونهم للخارج وتم تفكيك شبكات لوجستية بكاملها سواء كان في القرى أو المدن، هناك ضرب قاعدة مالية كانت تمول هذه المجموعات من خلال الجمعيات الخيرية أو الدعوية التي تجمع المال، وتمد هذه المجموعات، والداخلية لديها كل الأدلة على كل المجموعات وتلاحقهم كل يوم، ونرى كل أسبوع يتم القبض على بعض المجموعات وسيتم تفكيكها عن قريب. وعندما سألنا العميد مختار بن نصر عن خطر الإرهاب الذي يهدد الجزائر وليبيا؟ أجابنا قائلاً: الجزائر لا خوف عليها من خطر الإرهاب بعد أن أصبحت لها خبرة، بالإضافة أن لها جيشًا عتيدًا وقويًّا، ودركًا فاعلاً، اليوم هناك تنسيق كبير بين تونس والجزائر في ما يخص المعلومات وتبادلها وتحليلها، وتم إنجاز 3 مناطق عسكرية تونسية قريبة من الجزائر لها كل المعدات والتجهيزات للرؤية بالليل والنهار لتحديد الأهداف، ويمكن أن تستنجد بالطيران الذي وضع على ذمتها بحيث لا يمكن للمجموعات أن تكون فاعلة لا في تونس ولا الجزائر، ما بقى منها في ليبيا اليوم هي مجموعات متمكنة من السلاح، مجموعات مستقوية بعد دعم الأسابيع الأخيرة من بلدان أخرى سواء كان بالمقاتلين أو السلاح وهي واقفة في وجه الدولة، إذن ما نراه اليوم من فوضى في ليبيا، فوضى السلاح المنتشر لدى القبائل، عند الجيش القديم، عند الميلشيات عند من يدعون حماية الثورة الليبية، كل هذه الفصائل المتقاتلة، يمكن حصرها في مجموعتين، هناك مجموعة ليبرالية تدعو إلى نظام جمهوري يحقق العدالة الاجتماعية كما يرغب كل الليبيين، وهناك مجموعة متطرفة تريد أن تنجز نظامًا إسلاميًّا متطرفًا، وتدعو إلى ما يسمى بـ»الخلافة أو الإمارة»، وهنا الصراع يصبح ميدانيًّا لمن تكون له الغلبة على الميدان، وبالتالي الوضع في ليبيا شائك. وبين العميد المتقاعد من الجيش التونسي نقطة ضعف هذه المجموعات الإرهابية قائلاً: من نقاط الضعف أنها لا تمتلك الأسلحة الثقيلة، وإن استطاعت في العراق وسوريا أن تستولي على بعض الثكنات التي بها أسلحة ثقيلة سواء كان دبابات أو غيرها يبقى الطيران هو الحاسم جدًّا في مثل هذه المعارك، هذه المجموعات لا يمكن لها أن تمتلك الطيران مهما كان نوعه، الشيء الثاني هذه المجموعات أصبحت محاصرة وتحت نيران الجميع، لأنها أصبحت عدو مشترك للجميع بعد خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤخرًا أمام السفراء الأجانب والذي دعا فيه زعماء العالم إلى الإسراع في محاربة الإرهاب قبل أن يستشري أكثر ممّا هو عليه الآن. وطلب الملك عبدالله من السفراء نقل هذه الرسالة إلى زعمائهم ومفادها ضرورة محاربة شر الإرهاب في هذا الوقت بالقوة، وبالعقل، وبالسرعة، وركّز العميد مختار على تركيز الملك عبدالله على أن الإرهاب إذا تُرك فسوف يصل إلى أوروبا بعد شهر، وإلى أمريكا بعد شهرين، ودعوته زعماء العالم إلى دعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب للأمم المتحدة الذي دعمته السعودية مؤخرًا بمئة مليون دولار بكل سرعة. واختتم العميد مختار بن نصر كلامه عن قدرة الدول العربية على التخلّص من تنظيم داعش الإرهابى قائلاً: عسكريًّا لنا القدرات على كل المستويات، سواء من الناحية البشرية أو المادية أو العلمية أو أمنيًّا، المسألة هي مسألة اتّخاذ القرار في الوقت المناسب، نحن اليوم لنا دول عندما يتعلق الموضوع بدولة أخرى عربية جارة نتوهم بأن الخطر سيبقى في تلك الدائرة أو لا يهم إلاّ أهل البيت، عندما يشب حريق في منزل موجود بحي يجب أن يهرع الجار للمساعدة لإطفاء النار، نحن في الدول العربية اليوم نرى العدو في الدار ومازلنا لم نفهم بعد أن الخطر محدق بالجميع والخطر سيأخذ برقاب الجميع، حيث كان بالإمكان أن نستنفر قبل سنتين، وقبل السيطرة على عدة أماكن، إذن هذه المسألة يجب أن تحسم، وهناك تجربة على المستوى الدولي الكل يتذكر بداية الحرب العالمية الثانية كيف بدأت النازية تكتسح البلدان بلدًا بعد بلد، وكل بلد يظن أنه الأخير وهناك طمأنة إعلامية بأن هذا الهدف، هو الأخير الأسلوب مستعمل اليوم عندما قيل هذا هو هدفنا، لكن عندما أعلنوا بأن الهدف سيصبح الجميع، ونشروا خريطة المغرب العربي، وإسبانيا، وأوروبا هي «بلدان خلافة قادمة، «الجميع أحس بأنه خطر حقيقي، واليوم يجب أن نتحرك مثل ما وقع في الحرب العالمية الثانية، نحن العرب اليوم أقوى بكثير ممّا كنا عليه منذ 50 سنة، كنا تحت الاحتلال ومشتتين، اليوم لنا جيوش، وأحسن بكثير ممّا كنا عليه في السابق، اليوم لنا المال، ولنا الفكر، ولنا التكنولوجيا، ولنا المختصون، ولا ينقصنا إلاّ القرار السياسي، والنظر للمستقبل بشكل إستراتيجي يطمئن الأجيال القادمة بحياة كريمة دون إرهاب.