أشاد عدد من الخبراء والأمنيين بمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- لأمن الحدود، وقالوا إن مشروع «الحدود الذكية» يعد نقلة نوعية للحفاظ على أمن المملكة، مؤكدين أنه رسالة بليغة لصد أي محاولات للجماعات والفئات المتطرفة التي تحاول النيل من أمن المملكة والدول المجاورة، ويأتي في إطار الضربات الاستباقية التي عودتنا عليها قيادة الوطن والأجهزة الأمنية لمحاربة الإرهاب، ويمثل قوة إضافية لمنظومة القطاعات المتخصصة لحماية الوطن. في البداية أكد مدير حرس بمنطقة الحدود الشمالية اللواء فالح السبيعي لـ»المدينة»، أن المملكة شهدت الكثير من محاولات تهريب للمخدرات والأسلحة ودخول العناصر الخطرة، فكان لابد من التصدي لتلك المخاطر، مضيفًا أن النقلة النوعية جاءت مع مشروع أمن الحدود الشمالية، التي تعد من أهم مراكز الحدود وطبيعتها التضاريسية صعبة جدًا وشاقة مما يجعل رجال حرس الحدود في حاجة كبيرة وماسة لاستخدام أعلى التقنيات لحمايتها بالكامل. وقال السبيعي: إن الدولة منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- عمدت إلى الحفاظ على المصالح العليا للدولة ومواطنيها بدءًا من حدودها الدولية، وإن المملكة العربية السعودية كبلد صحراوي مترامي الأطراف يبلغ طوله وعرضه الشيء الكبير مما يجعل المهمة صعبة وشاقة في تأمين حدودها وتحتاج لكثير من التفكير والتقنية كي يتم تغطيتها بالشكل المطلوب، ومنذ توحيد المملكة وأعين الحساد والحاقدين تدور حولها خاصة وأن منذ تأسيسها أعلنت أن كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- هو دستورها وهو حكمها الشرعي ما أغاظ قلوب الحاقدين والمتربصين الذين بدأوا بالتخطيط لإفساد المجتمع والشباب بشكل خاص ولكن رجال حدودنا كانوا لهم بالمرصاد في كل محاولة نيل من استقرار هذا البلد. وبين نائب المشرف على هيئة حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة إبراهيم النحياني، أن مشروع خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، لأمن الحدود، يأتي في إطار الضربات الاستباقية التي عودتنا عليها الأجهزة الأمنية بقيادة رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بالتزامن مع رصدها وإحباطها للعديد من قضايا تهريب المخدرات والأسلحة والتسلل، ومع بوادر الخطر الإرهابي الذي استشعرت به القيادة الحكيمة قبل حدوثه من خلال توجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- والذي حرَص على أمن هذه البلاد ومواطنيها وعدم المساس بها، حيث يعتبر هذا المشروع والذي يغطي مساحة شاعة من الحدود إضافة داعمة لجهود رجال حرس الحدود الأشاوس الأبطال والأجهزة الأمنية الأخرى لوطننا الحبيب الذين ثبتوا جدارتهم مستمدين قوتهم من إيمانهم بالله والعهد الذي قطعوه على أنفسهم لحفظ أمن هذه البلاد، حتى أصبحت تجاربهم تُصدر خارج البلاد ويُستفاد منها في الدول المتقدمة. وأوضح المتحدث الأمني في قيادة حرس الحدود بمنطقة الحدود الشمالية النقيب محمد الحبيب الفهيقي، أن مشروع الحدود الذكية جاء ليرفع فعالية أمن الحدود في استباق لأية مخاطر أمنية حماية للوطن عبر أحدث التقنيات المستخدمة واختيار أكفأ الأشخاص لمواجهة هذا الخطر من المتربصين. وبيّن أن مشروع الحدود الشمالية يعتبر منظومة أمنية وتقنية متكاملة على امتداد 900 كلم تحتوي على 5 سياجات أمنية وهذا الرقم يعتبر كبيرًا في بلد جغرافي كبير ومترامي الأطراف يتضمن المشروع أنظمة مراقبة وسيطرة عالية التقنية والمعززة بعربات المراقبة والاستطلاع المتطورة. ويضم المشروع ستة قطاعات في كلٍ من حفر الباطن، الشعبة، رفحا، العويقيلة، عرعر وطريف، وتتم حماية الحدود من خلال ساترين ترابيين وسياجين كونسرتيناو برافو، وعززت الحدود بأبراج استشعار وكاميرات نهارية وليلية تعمل بالأشعة ما فوق البنفسجية، وترتبط هذه المنظومة الموزعة على جميع القطاعات بمراكز القيادة والسيطرة والتي ترتبط بدورها بالمديرية العامة بحرس الحدود ومقر وزارة الداخلية في الرياض عبر الألياف البصرية، بطول يبلغ 1.450.000كم، وأضاف: لأهمية بناء الإنسان وتأهيله وتطوير أدواته للتعامل مع التكنولوجيا المستجدة فقد تم إنشاء مركز إقليمي للتدريب والتأهيل في قيادة المنطقة الشمالية، ولملائمة الظروف المعيشية أنشأت ثلاثة مجمعات سكنية لمنسوبي حرس الحدود وعائلاتهم في كل من قطاعات حفر الباطن ورفحا وطريف بعدد يصل إلى 630 وحدة سكنية. فيما قال مدير مكتب التربية والتعليم بالنسيم الدكتور سعود السلمي: إن هذا المشروع الجبار يبين مدى حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على حماية المواطنين والمقيمين من شرور المتسللين والمخربين ويدل على ما تمتلكه بلادنا من القدرات العالية في التكتيك والخطط والمهارات والتسليح بالتقنيات العالية في الرصد والترقب على أعلى مستويات تدار بأيدٍ مهرة من أبنائنا الوطنيين المتدربين والمتسلحين بالإيمان والإرادة الكافية لحماية الوطن ومكتسباته. ويلتقط طرف الحديث مساعد مدير مكتب التربية والتعليم للشئون التعليمية بمكتب الصفا علي بن سعيد كرات، والذي أكد بأن مشروع الحدود يعطي دلالة كبيرة على أن حدود وطننا خط أحمر يبذل دونها كل شيء بالإضافة إلى أن ما تضمنه المشروع من توفير جميع الخدمات والوسائل لمنفذي المشروع وهم «منسوبو رجال حرس الحدود»، ويبين ما يحظون به من حب وتقدير قيادة الوطن لجهودهم الكبيرة التي سطروا ملاحمها خلال الفترة الماضية في سبيل الذود عن حياض الوطن. فيما اعتبر نائب مدير مكتب التربية والتعليم بالصفا للشؤون المدرسية صالح الحارثي، أن المشروع يمثل قوة إضافية لمنظومة القطاعات المتخصصة لحماية الوطن ويعد عاملا قويا على كسب الرهان ضد كل من يفكر في التطاول على أمن وطننا الحبيب وهو رسالة تحذيرية للزمرة الطاغية ومن وراءها بأن المجيء للعبث بأمن هذه البلاد هو الهلاك والموت المُحقق سواء كان في الحد الجنوبي أو غيره من حدود الوطن الأخرى. فيما قال نائب المشرف على مستشفى الأمل بجدة سليمان الزايدي، إن هذا المشروع يأتي في إطار اهتمام قيادتنا الرشيدة -حفظها ¬الله- على تقديم الأمن لمواطنيها من خلال حماية حدود الوطن، خاصة وأن هذا المشروع التقني يمثل مع القوة البشرية التي عرف عنها جنودنا البواسل بحرس الحدود قوة كبيرة من الصعب تجاوزها من أي كاره أو حاقد على بلادنا. أما المحامي خالد المحمادي والدكتور مسفر المليص، فأكدا أن المشروع يمثل صمام أمان لحماية حدود الوطن خاصة في ظل الغليان التي يشهده عدد من الدول المجاورة والتي تعج بالأحداث والتطورات السياسية والعسكرية والمؤامرات والتحركات السياسية والتي استطاعت المملكة العربية السعودية وبفضل تكاتف أبنائها وقيادتها إحباط جميع المحاولات الإرهابية السابقة التي كانت تهدف النيل من هذا الوطن الشامخ. المزيد من الصور :