وصف عدد من الاختصاصيين روشتة ناجعة للحد من ظاهرة الطلاق في المجتمع، بعد أن تفشت فيه، محذرين من تصيد الأخطاء على الشريك الزوجي. وطالبوا خلال تقديمهم دورات تأهيل استمرت ثلاثة أيام نظمتها الجمعية الخيرية لتيسير الزواج ورعاية الأسرة في الأحساء، الأزواج بغض الطرف عن الهفوات وتجاوز العثرات ونشر التسامح في البيت، بدلا من تشديد الرقابة على الشريك، معتبرين من حكمة الأزواج وشعورهم بالمسؤولية الترفع عن الأخطاء والنظر بإيجابية للشريك. وأوضح الدكتور فؤاد الجغيمان في دورة «فن التعامل مع أخطاء الآخرين» أن الذين ينظرون إلى الأمور في الحياة عبر نظارة قاتمة السواد يحكمون على أنفسهم قبل غيرهم بالفشل وذلك أن الأساس في منهج تفكيرهم خاطئ ومصاب بخلل كبير ولا يمكن للآخرين التعايش مع هكذا نظرات سوداوية حادة، لافتا إلى أن المشكلة التي يقع فيها بعضهم أنه ينظر إلى شريك حياته من الزاوية السلبية ويركز على صفات النقص متجاهلا الجمال والكمال فيه. وقال الجغيمان: «فهو لا ينظر بعين واحده فحسب، بل ويتعمد - أحيانا - تصيد الأخطاء على الشريك الزوجي، في حين أن الواجب غض الطرف عن الهفوات وتجاوز العثرات ويكون أكثر تسامحا في البيت بدلا من تشديد الرقابة على الشريك لعلهم يجدون شيئا يعيبه بل ويضخمون الأخطاء وكأن مهمتهم البحث عن الفشل، فإن حكمة الأزواج وشعورهم بالمسؤولية هي التي تدفعهم للترفع عن الأخطاء فالنظرة الإيجابية لشريك الحياة تجعل المرء يتمسك بشدة بشريكه متجاهلا لبعض السلوكيات الاستثنائية». وأشار الدكتور فيصل الحليبي مدير معهد التنمية الأسرية العالي للتدريب في دورة «أسرة آمنة كيف نحميها» أن نظرة الآخرين إلى الزوج أو الزوجة بعد اطلاعهم على خبايا الحياة الخاصة لأي منهما، ستتغير وقد تسيء أكثر مما يمكن التخيل. فترتسم في الأذهان صورة مشوهة لذلك الزوج المسكين مما يؤدي إلى نفور الأهل والأصدقاء منه، وقد تعود المياه إلى مجاريها بين الزوجين ولكن الصورة السيئة لذلك الزوج ستطغى على تعامل من يعرف أسراره معه، محذرا من أن يؤدي ذلك إلى التندر بالمرأة التي تصر على الشكوى والتظلم، وكأنها بذلك تمنح الآخرين فرصة لاتخاذها وحياتها الأسرية مصدرا للسخرية مع لومها على إذاعتها أسرارها. والخلافات العابرة بين الزوجين يمكن أن تحل إذا حرص الزوجان على التجديد في نمط الحياة الزوجية الذي يصبح بعد فترة مملا بسبب تكراره اليومي، ويمكن إحداث بعض التغيرات في ديكور المنزل، الأطباق، أو أخذ إجازة قصيرة لتجديد الحيوية والنشاط وتبادل أخبار جديدة. وبدوره، أكد الشيخ عادل بن سعد الخوفي مدير عام جمعية تيسير الزواج في برنامج بعنوان: الخطوط الحمراء في الحياة الزوجية أن المتعامل مع المشكلات الزوجية يرى أثر نعمة الله تعالى على الأسر المطمئنة المستقرة التي تجاوزت الخلافات إلى التربية والبناء، كما يرى أيضا كم هي قاسية آثار الخلافات الأسرية على النفس والأسرة والمجتمع، ونِسب الطلاق في عالمنا خير شاهد. وذكر أن الخلافات تبدأ كدوائر الماء نقطة صغيرة لا يلتفت إليها في الحياة الزوجية، ثم تبدأ تتسع شيئا فشيئا حتى تصل إلى حدود يصعب احتواؤها أو السيطرة عليها، لافتا إلى أن هناك -ما نستطيع أن نسميه «أمية» لدى قطاع كبير من الأزواج فيما يصح فعله أو لا يصح مع شريك الحياة. الى ذلك أرجع رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للزواج ورعاية الأسرة بمنطقة المدينة المنورة «أسرتي» الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي، أسباب المشكلات بين الزوجين في السنة الأولى إلى ضعف إعدادهم وتدريبهم للحياة الزوجية، ولتحقيق حياة أسرية سعيدة، لابد من تزويدهم بالمهارات الحياتية والتربوية ورعاية هذه الأسرة الناشئة. وأوضح أن الجمعية قامت بعمل دراسة ميدانية عن الصعوبات التي تواجه الأسرة الناشئة في السنة الأولى للزواج لتستخلص موضوعات المنهج التدريبي للمتزوجين حديثا وتعريفهم بالمهارات التي تساعد على إقامة أسرة ناجحة عبر 6 برامج تدريبية، واستقطبت كفاءات متخصصة لتقديم مثل هذه البرامج، وتقدم هذه الدورات بواقع برنامج تدريبي في كل يوم بمواضيع مختلفة تهم الحياة الزوجية ويحتاجها المتزوجون حديثا.