×
محافظة مكة المكرمة

للسنة الثالثة على التوالي مركز نظم المعلومات الجغرافية بأمانة جدة يحصل على شهادة «ISO»

صورة الخبر

كان أرسطو يقول إن الإنسان "كائن سياسي".  لم يعلم أرسطو، وهو ينحت مقولته أن الإنسان العربي، سيحقق الريادة في هذه القصة. فالعربي يملك، الريادة على شعوب العالم بحديثه في السياسة، وإن كان من السياسة في العالم العربي ألا يشتغل عامة الناس بالسياسة! لا امتهان لمهنة، لكنك ترى البواب، والوزير والغفير.. التاجر، والفقير، يتحدثون في السياسة، ولو كان حديثهم بلا خطام ولا زمام.  لا تثريب في ذلك بطبيعة الحال، فمن مزايا العربي انه يحب السياسة والحديث عنها. يعشق الأخبار ويعتبر مشاهدة الاخبار جزءا من الترفيه اليومي، حتى وإن اعتبر خيوط المؤامرة تنسج حوله، كما ينسج العنكبوت بيته، بكل إصرار واقتدار. القهاوي، والزوايا، الديوانيات، والاستراحات، تمتلئ بالجدل السياسي، واذا بدأ الحديث في السياسة، ارتفعت الأصوات، وتنافس المتحدثون على إثبات قناعاتهم، وتأكيد صحة توجهاتهم، في كل قضايا الدنيا: نمور التاميل، والخمير الحمر، من فنزويلا إلى اليابان، دون أن نبتعد كثيرا عن تشخيص الحالة المصرية، وتقييم موقف الأمريكان والروس من ضرب سورية. الحقيقة، أن السياسة موضوع غامض وشائك. الفكرة التي نبنيها بناءً على ما نرى من الأخبار ليست دقيقة دوماً، فما نراه ونتابعه من أخبار، ليس إلا بعض ما يجري على السطح، وفي الدهاليز الكثير مما لا يُقال، ولا نعلمه. *بآخر السطر، لو ركز الإنسان العربي، بوصفه فرداً، على شأنه الشخصي، وحلله، كما يحلل الأحداث السياسية، وعمل على تطوير نفسه، بذات قدرته على الربط بين الأحداث، وتفكيك الرموز، وحل المعادلات السياسية، لتغيرت حاله، ولترقى في حياته، ولحسّن من أحواله، ولفعل ما هو أجدى من اعتبار أن السياسة، هي التي تُصر على إقفال النوافذ عليه، وتخفيض سقف طموحه، وتقليل فرص تميزه..