×
محافظة المنطقة الشرقية

ثلاث أمسيات ثقافية في الفعاليات الثقافية الرمضانية لـ «فنون الأحساء»

صورة الخبر

" السعوديون لا يتحكمون بالشمس!! ". تلكم كلمات (شمعون بيريز) رئيس الكيان الصهيوني في اسرائيل والتي ضمنها في رؤيته الخضراء (Green Vision)حيث أكد أن أي خسائر في الضرائب نتيجة استثمار اسرائيل في الطاقة النظيفة والمتجددة كالطاقة الشمسية سيتم توفيرها في تكاليف استيراد النفط. الهدف من مقالة اليوم الحديث حول بناء قدراتنا الوطنية وكيف نصبح أمة قيادية في في مجال الطاقة الشمسية!! بداية لا بد من التوضيح أن صناعة الطاقة الشمسية بشكل عام تشمل مجالين: 1) توليد الطاقة الكهربائية عبر أشعة الشمس وحرارتها، و2) تصنيع أجهزة ومعدات الطاقة الشمسية. والمملكة لديها الكثير من المقومات الداعمة لنجاح هذه الصناعة حيث تستقبل السعودية ضعف متوسط الإشعاع الشمسي في أوروبا ناهيك عن تمتع المملكة بمساحات شاسعة وجو الصحو على مدار السنة. وفيما يتعلق بتصنيع الأجهزة والمعدات فالمملكة لديها بنية تحتية جيدة في الصناعات الزجاجية والمعدنية والتي يمكن تطويرها في وقت قصير لتتواكب مع المعايير العالمية. وبلغة الأرقام فلتوليد الطاقة من أشعة الشمس هنالك طريقتان أساسيتان هما الطاقة الحرارية وتمتلك المملكة (70 – 80%) من مكوناتها والأسلوب الثاني هو الطاقة الكهروضوئية والتي نمتلك حاليا (20 – 30 %) من مكوناتها. إذن ماهي التحديات أمامنا لنكون دولة قيادية في مجال الطاقة الشمسية؟ يصعب حصر جميع العوامل في هذه الأسطر ولكن من أهمها انخفاض أسعار الكهرباء في المملكة نتيجة استخدام البترول والغاز وبسعر مدعوم حكوميا، مما يجعل المسؤولين عن قطاع الكهرباء غير متحمسين للاستثمار في الطاقة الشمسية. فحسب ما أوردته مجلة (أرابيان بيزنيس) في نسختها العربية (19 /2/ 2014) فقد أجلت الشركة السعودية للكهرباء مشاريع بناء محطات كهرباء بالطاقة الشمسية بسبب التكلفة العالية حيث ستصل تكاليف تعرفة محطات الطاقة الشمسية حوالي ثمانية أضعاف تعرفة محطات الكهرباء الحالية. النقطة الإيجابية هنا تصريح الرئيس التنفيذي للشركة م. زياد الشيحة بأنه من الممكن استخدام الطاقة الشمسية مستقبلاً متى ما انخفضت تكاليفها. وهنالك تحديات أخرى مثل تراكم الغبار مما يؤثر على كفاءة الخلايا الشمسية بمقدار 50% تقريبا. ومن وجهة نظر شخصية فأكبر التحديات محدودية الشركات الوطنية التي تمتلك القدرة التشغيلية والتطويرية في مجال الطاقة الشمسية. وفي هذا الصدد يمكن القول بأن مبادرات من نوعية استثمار شركة (أرامكو) في شركة (سولار فرونتيار) المتخصصة في الطاقة الشمسية والتعاون بين شركة (سابك) وشركة (سولبيان إنرجي ألترناتيف) لإنتاج ألواح اللكسان الضوئية المدمجة في المباني خطوات مهمة لدخول القطاع الصناعي السعودي هذا المجال الحيوي. ناهيك عن مشاريع شركة (قدرة العربية) والقدرات التشغيلية لشركة (أنظمة الطاقة الشمسية الوطنية). أضف لذلك الأبحاث القائمة في مراكز الأبحاث بالجامعات السعودية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وسياسات ومشاريع مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والطاقة المتجددة والتي ستسهم بإذن الله في تطوير قدرتنا الوطنية الابتكارية في مجال الطاقة الشمسية. وأؤكد أنه لا يمكن أن نقود طالما ظللنا نعتمد بشكل كامل على التقنيات الأجنبية وبالعكس فالقدرات الذاتية شرط أساسي لكل أمة تروم الريادة.. وأخيرا، أعشق قصة الساعة المائية من النحاس التي أهداها الخليفة العباسي (هارون الرشيد) إلى (شارلمان) ملك الفرنجة عام 807م والتي كانت برهان التقدم الحضاري لأمتنا وقتها حين ظن الفرنجة أنها سحر وحطموها. وأملي في الله كبير بأن يبلغنا يوماً قريباً تكحل فيه عيون من هم فكريا على شاكلة (شمعون بيريز) برؤية أحدث معدات وأجهزة الطاقة الشمسية تطوراً في العالم وقد كتب عليها بخط جميل (صنع في السعودية)!