توقع المعلق الرياضي السابق محمد رمضان أن ينحدر مستوى الوحدة ليتساوى مع حراء والليث في ظل افتقاره لدعم أهالي مكة المكرمة وتخليهم عنه حتى أصبح أسيرا لدوري ركاء، متوقعا أن يكون نموذجا آخر لنادي النهضة التي لعب في الدوري الممتاز قبل أن يهبط للدرجة الأولى ومن ثم للثانية. وأوضح رمضان في حواره مع «عكاظ الاسبوعية» أن إدارات الوحدة السابقة تجاهلته لصراحته ولعدم معرفته لفن «التملق»، مؤكدا أن وعكته الصحية كشفت له جحود أصدقاء الحياة.. حوار رمضان شمل جوانب عديدة نستعرضها في ثنايا السطور التالية: • أين أنت؟ أنا موجود وفي أطهر بقاع الارض والحمد لله شمسي لم تغب بعد عن هذه الدنيا، ومن يسأل عن محمد رمضان يجدني. •• أقصد حضورك الرياضي. كما تعلم انا تقاعدت والسن له احكام والظروف تغيرت والانسان عندما يكبر اعتقد تقل تحركاته وبالتالي تجده «بيتوتي». نوبات قلبية • الوعكة الصحية التي داهمتك في رمضان الماضي، ماذا عن تفاصيلها؟ •• الحمد لله على كل حال، أنا بصحة جيدة وفي تحسن كبير، حقيقة تعرضت لنوبات قلبية استدعت دخولي المستشفى لتشخص الحالة على أنها انسداد في 4 شرايين وبحاجة لعملية جراحية عاجلة ووافقت على ذلك وسط معارضة شديدة من أفراد العائلة، والحمد لله نجحت العملية بعد أن استمرت 9 ساعات لزراعة 4 شرايين أخذت من الساقين. جحود الأصدقاء • كيف ترى وقفة المجتمع المكي والرياضي معك في هذه الأزمة؟ •• لقد اكتشفت أنني أعيش في مجتمع دفان حينما كنت مديرا لمكتب رعاية الشباب ومعلقا لي صيت كان الكل يتقرب مني، وحينما ذهبت إلى قائمة المتقاعدين تجاهلوني ولم يقف معي سوى قلة ممن كنت أعتقد في السابق بأنهم أصدقاء الحياة. عوامل الوعكة • هل صحيح أن سبب مشاكلك الصحية التدخل في شؤون الوحدة؟ •• ليس لذلك شأن، انتكاساتي الصحية هي جزء من همومي ولكن الأمراض التي دهورت صحتي بسبب ضغوط ومرض ابنتي منذ 40 عاما ولم أجد لها دواء شافيا هذه كلها عوامل ساهمت في تعرضي لأزمات صحية. عشق للموت • بعد التجاهل من قبل الوحداويين هل ما زلت تتابع أحوال النادي؟ •• الوحدة عشقي الأول والأخير وحبي للوحدة نابع من حبي لمكة المكرمة مسقط رأسي فلن يفصلني عنها سوى الموت، رغم أن وضع نادينا المكي لا يرضي عدوا ولا صديقا، وليس هناك مؤشرات ايجابية تبعث الأمل في عودته لمنازلة الأندية الكبيرة وتحقيق تطلعات جماهيره. نموذج النهضة • كيف ترى حال الوحدة اليوم وما المخرج الفني لإعادته للمنافسة؟ •• الوضع الحالي ينذر بالخطر وسنكون نموذجا لنادي النهضة الذي هبط نحو الدرجة الثانية والثالثة، ومن خلال واقع خبرتي أتوقع أن يكون الوحدة في السنوات القادمة بجوار حراء والليث، والسبب الرئيسي تجار مكة المكرمة الذين تجاهلوا الخطر المحدق واهتموا بالظهور الإعلامي أكثر من دعمهم المادي الذي يعتبر فتاتا، لخلق مصادر قوة تغير موازين الفريق بحيث يكون قريبا من الأندية الكبيرة صاحبة الإمكانيات المادية والفنية. صراحة صارمة • برأيك، لماذا تجاهلت الإدارات السابقة على مدار نصف قرن الاستعانة بك كمسؤول فيها أو استشاري؟ •• لأنهم يدركون أني لا أنساق خلف أهوائهم ولا أجامل ولست ممن يتملقون الوحدة من أجل الشهرة، ولأن الأمور مع الأسف توكل في الوحدة لغير أهلها والنادي يدفع الثمن بتواجده في دوري ركاء بعيدا كل البعد عن تحقيق أحلام جماهيره، لا توجد سياسة واضحة المعالم في ترسيخ مفاهيم العمل الكروي المتبع في كافة الأندية بعملية الاستقطاب للمواهب الشابة وتوفير كافة الأجواء الصحية وتوفير المال والجهازين الفني والإداري المتخصص، فمكة المكرمة ثرية بمواهبها ولكن أين المكتشف والحاضن لها. تفرد سلبي • ولكنك متهم بالتدخل دائما في شؤون الإدارات السابقة؟ •• هذا افتراء حينما أكنت أدعى للاجتماعات كنت اقول رأيي بكل تجرد وبصريح العبارة وهذا لا يرضي أحدا، فالرأي الصائب يرونه تدخلا في شؤونهم، في الوقت الذي أدى التفرد بالرأي إلى أخطاء فادحة دفع النادي فيها ثمنا غاليا. مال ورأي • وبعد كل هذا ماذا يحتاج الوحداويون في الوقت الراهن؟ •• يحتاجون إلى تبرعات بالملايين والفكر الصائب من أهل المعرفة في هذا المجال والابتعاد عن التفرد بالقرار والتهميش. حساسية النقد • في فترة ما هاجمت جمال تونسي ثم تراجعت ومدحته ثم هاجمت حاتم عبدالسلام بعد أن مدحته، ليتهمك البعض بإصابتك بالخرف؟ •• انتقدت جمال تونسي حينما ترك القرارات لبعض الأشخاص ولكن لم أر شخصا يصرف على نادي الوحدة أكثر منه، أما تهمة الخرف فلم أبلغ السن الذي لا أعي فيه ما أقوله وأفعله، حينما أتحدث أكون في كامل عقلانيتي، ولكن هناك من يتحسس من نقدي لأني شخص متشرب للرياضة ولم أتملقها. رفض التملق • هل تعتقد أنك اعتزلت التعليق الرياضي وأنت قادر على العطاء؟ •• نعم، لأني لم أسر على أهواء بعض الأشخاص الذين لا أستطيع ذكر أسمائهم، كانوا يهيمنون على الإعلام ولا يرضون إلا عن المعلق المتملق لذلك أجبروني على الاعتزال. • عندما توفي زاهد قدسي توقفت عن التعليق، لماذا؟ •• قلت مات توأمي ولن أعلق. • لماذا اعترضت على تكريم معلقين عرب من قبل جائزة زاهد قدسي؟ •• لأن الجائزة لتكريم المعلقين السعوديين ويجب أن تظل كذلك. • المقربون من الأمور يعلمون في ذلك الوقت أنكم كنتم تديرون لجنة المعلقين لصالحكم حتى جاء أمر الله. •• يجب أن تعلم بداية أن لجنة المعلقين اسمية فقط وليس لها أي دور في اختيار المعلقين لدرجة أننا كنا نضع أسماء فتأتي التوجيهات بأسماء أخرى وهذا ما استدعى اختفائي في فترة من الفترات عن الحضور لاجتماعاتها مع أنني نائب رئيس اللجنة وأمينها العام ومقرها في مكة المكرمة. وأتذكر أن الدكتور صالح بن ناصر طلب أن أمثل رعاية الشباب وأن يمثل سليمان العيسى وزارة الإعلام وزاهد قدسي المعلقين وبعد أسبوعين من هذا الكلام استقال سليمان العيسى لأن اللجنة ليس لها دور. • ما الأفضل للتعليق الرياضي، أن يرتبط بالرئاسة أم بوزارة الثقافة والإعلام؟ •• دون شك من الأفضل أن يكون مرتبطا بوزارة الإعلام. وهذا الكلام ليس بجديد فقد سبق لى ان طالبت به وكنت ادرك مدى ارتباط التعليق بوزارة الاعلام فهو تخصص اعلامي قبل أي دور آخر. • من ترى أمامك من المعلقين حاليا؟ •• لم يبق لدينا بعد اعتزال البكر إلا ناصر الأحمد وهو الوحيد الذي يتصل بي مرارا وتكرارا من المعلقين. وهناك معلقون شباب كعبدالله الحربي وغيره من الزملاء اعتقد أنهم جيدون. • كيف هي حياتك، لا سيما بعد أن مررت بظروف صعبة باحتراق منزلك الذي تسكنه؟ •• الحمد لله على كل حال والمؤمن مبتلى وعليه ان يصبر ويعلم الله بما أعانيه حيث مرت علي ايام صعبة كشفت لى حقيقة الدنيا والاصدقاء وما حدث لي بأمر الله، ولا أقول سوى أن هذا حال الدنيا الا اني بخير وأدعو الله ان يحسن اعمالنا ويبارك في اولادنا. • والأصدقاء؟ •• قلة من يتصلون بي. • تعتقد أنك نلت المقابل الذي تستحقه بعد هذا العمر المديد في الرياضة؟ •• أنا عاشق للرياضة، والعاشق لا يسأل عن المردود والرياضة عشق وحبها يسري في دمي، وهي مهنتي التي ورثتني راتب العمل التقاعدي، فقد أمضيت 40 عاما في خدمة الرياضة من تعليق وصحافة ومسؤول في رعاية الشباب، ولكن اليوم أتابع أحداثها من خلال القنوات الفضائية، فأنا أعيش أدق التفاصيل عن الرياضة السعودية. • ما قصة وصيتك لأبنائك قبل أن تجري العملية؟ •• بعد أن ذكر في التقرير الطبي بأن الحالة صعبة جدا، أوصيت زوجتي وبناتي وابني محمود بالاهتمام بابنتي نهلة التي تعاني من مرض منذ 40 عاما بسبب الحمى الشوكية التي أصابتها وهي طفلة، فهي غالية جدا علي وكنت «شايل» همها كثيرا، لذا أوصيت إخوتها بالاهتمام بها. دعم ووقفة • كلمة أخيرة؟ •• أطالب جمهور الوحدة الوفي بدعم ناديهم والوقوف بجانبه وعدم التخلي عنه، كما أطالب رجالات مكة المكرمة بدعم ناديهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. محمد رمضان في سطور • ولد في حارة الباب في مكة المكرمة في حدود عام 1933. • درس في الحرم المكي ثم التحق بمدرسة الفلاح . • أكمل دراسته في جامعة الملك سعود بالرياض وكان من أوائل طلبة العلوم السياسية لكن غلبت هواية الرياضة على مسيرته. • يقول محمد رمضان عن نفسه «في الوقت الذي كان الناس مغرمين بأم كلثوم، كنت أنا متيما بالمعلق العربي الكبير الكابتن محمد لطيف فدخلت التعليق من باب الإعجاب والتقليد وعشقي للرياضة. وما زلت حتى اليوم أعاني من هذا العشق فقد أصابتني الجلطة الأولى في ماليزيا عندما كنت أعلق على مباراة المنتخب مع الصين وكان منتخبنا متقدما 2/0 وفي خلال 16 دقيقة أمطر الصينيون مرمانا بأربعة أهداف فأصبت فنقلوني بطائرة خاصة. وأصبت بالجلطة الثانية عندما مزق العراق مرمى منتخبنا في دورة الخليج الرابعة في قطر بسبعة أهداف ويومها كان مبروك التركي يمسك باللاعب والمدافع توفيق المقرن يمسك بالكرة ففقدت الوعي ووجدت نفسي في المستشفى التخصصي». • وابتعد محمد رمضان عن التعليق الرياضي بسبب معاناته مع المرض. رهن بيت رمضان أقدم شيخ المعلقين وعميد النقاد الرياضيين محمد عبدالرحمن رمضان على رهن منزله لدى احد البنوك لتوفير مصاريف رحلته العلاجية وتكاليف العملية الجراحية المقررة له في المانيا بعد تشخيص حالته المرضية في احد المستشفيات الكبرى بجدة الذي اظهر وجود خلايا سرطانية في عموده الفقري. وأرجع وقتها هذا القرار الصعب لظروفه المادية الصعبة «والحريق المدوي الذي اتى على منزلي قبل خمس سنوات، وما زلت اعاني من آثاره السلبية حتى اليوم، والحاجة هي ما جعلتني اتقدم للبنك الذي اتقاضى منه راتبي التقاعدي بطلب الحصول على قرض نقدي ليغطي مصاريف رحلتي العلاجية وعمليتي الجراحية في ألمانيا بناء على نصيحة احد الاطباء المرموقين في احد المستشفيات الكبرى بجدة، الا انني فوجئت ان نظام البنوك لا يسمح بتقديم قرض لمن تجاوز سن الـ70 عاما ولم اجد غير خيار واحد وضعه امامي موظف البنك يقضي برهن منزلي بمبلغ 500 ألف ريال مقابل الحصول على القرض وهو ما اضطرني لقبوله لتأمين تكاليف العلاج والعملية والاقامة التي قد تطول مدتها هناك.. والحمد لله على كل حال.. تقدمت حاليا بطلب الحصول على فيزا السفر الى ألمانيا وانتظر صدو ها لإتمام الترتيبات الخاصة للسفر إلى هناك ان شاء الله».