×
محافظة نجران

ابن حويل: الشاعر الذي لا تحمل قصائده رسالة لا يستحق أن يكون شاعرًا

صورة الخبر

قال أمين سوق عكاظ الدكتور جريدي المنصوري، إن السوق هذا العام جاء بشيء مختلف ومتميز، متمثلا في الكلمة الافتتاحية لسوق عكاظ لهذا العام، والتي ألقاها صاحب السمو الملكي، الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، ورئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، حيث جسّدت كلمة سموه موضوع الخطابة وما شكلته قديمًا من وعي وبلاغة وبيان، فهذه الكلمة هي بوابه نحو التوجّه إلى موضوع الخطبة الحديثة وطريقة إلقاء النص النثري، ولقد قلنا كثيرًا في الشعر وغرسنا به قيمًا وتقاليد، وغصنا في الشعر كثيرًا، وآن الأوان إلى أن نلتفت لفنون أدبية أخرى، وأعتقد أن هذه الكلمة عادت بنا إلى جدنا الأول قس بن ساعدة عندما كان يلقي خطبته من على هذه الصخره، فإذن نحن اليوم أمام أسلوب جديد ومنهج جديد في موضوع الخطابة، ودائما سمو الأمير يعود بنا بوعيه وثقافته لنكتشف الجديد ونستقرئ القديم ببيانه وبلاغته الأدبية. وعن عكاظ هذا العام، والجديد في فعالياته، وندواته ومسامراته، قال المنصوري لـ»المدينة»: عكاظ يسعى إلى أن يتقدم خطوات للأمام، وفي عامه هذا حزمة من الموضوعات والإضافات والبرامج والخطط الكبيرة التي ترسم أطر جديدة تليق به، وفي هذا العام قدمنا خطة، ومنها: مركز الشعر العربي، الذي يهدف إلى دراسة الشعر وتقديم أبحاث نقدية عنه وتشجيع المواهب ووضع جوائز تشجع الدرس النقدي وتضع صوره مبنية على أساس وقيم أدبية علمية نقدية، وأيضًا سيفتح المركز المجال على جميع الفنون الأخرى من فن تشكيلي ومسرح ونحت وتصوير، وسيكون مركز الشعر العربي تحت مظلة سوق عكاظ، بالإضافة لمشاركة جامعة الطائف، حيث هناك وحدة داخل كلية الآداب بالجامعة تتبنى رسم الخطط والأساسيات لتنفيذ بعض البرامج وورش العمل والتدريب وفتح المجال للباحثين ليتقدموا بدراسات وموضوعات تحدد وتستهدف قضايا معينة وحقب معينة وشعراء معينين وعلى ظواهر معينة في الشعر العربي، وتُقدم فيه أبحاثًا تشجع الباحثون، بحيث يكون هناك مكتبة في مركز الشعر العربي يُقدم فيها الأدب بوجه عام، وستتوزع مهمة المركز مع جهات أخرى ذات العلاقة من جامعات وأندية أدبية وجمعيات من الداخل ومن خارج المملكة مثل بيوت الشعر واتحادات الكتّاب في الوطن العربي، بالإضافة لمركز الشعر العربي، وهناك أيضًا تطوير لأساليب التعاطي مع الشباب فندوة الشباب هذا العام تُعتبر ندوة نوعية قدم فيها الشباب المخترعات والاكتشافات ومبتكرات متنوعة تستهدف خلق بيئة صالحة لهذه الأمال الرائدة التي ستُمول من الجهات الحكومية والجهات الأخرى ليكون للقطاعين دورهما في احتضان هذه الطاقات الإبداعية والاهتمام بها، وأيضًا هناك رسم لإستراتيجية معينة في ضوء الإستراتيجية، التي قدمها الدكتور عبدالعزيز الخضيري والدكتور صالح النصار ومعالجة بعض الجوانب التي لم تُعالج في الخطة، التي تخص الشباب في ضوء ما حصل في ملتقيات مكة الشباب، حيث كل الجهات فتحت للشباب ولمنتجهم الفكري والإبداعي. وعن الفرق بين مركز الشعر، وأكاديمية عكاظ للشعر، أوضح الدكتور جريدي أن مركز الشعر العربي من ثماره أن يقدم أكاديمية عكاظ للشعر العربي، والأكاديمية ليست سابقة على المركز، فالمركز أولا وسيثمر بإنشاء أكاديمة الشعر العربي التي ستستقبل الموهوبين والمبدعين لتقدم لهم برامج تدريبية علمية لمدة عامين في الشعر القديم والمعاصر وموسيقى الشعر والعروض والشعر الجديد ودراسات معرفية في النحو والصرف ونماذج من الفن العربي الراقي، وتحاول أن نستخدم هذه المعطيات في النظم أولا وفي الشعر والمنتسبين إليه ليستوعبوا التجارب الشعرية ولينهضوا بهذا المعطى وليقدموا المنتج الذي يليق بسوق عكاظ.. الشعر.. وكل الفنون. وتطرّق أمين سوق عكاظ للندوات والجديد فيها هذا العام، فقال: في هذا العام ندوات في موضوعات جديدة، حيث حاولنا أن نقدم ندوات متوازنة بما يخص الشعر والنقد، ولهذا لم يكن التركيز على نقد الشعر القديم، فهناك حلقة نقدية لشاعر معاصر ليكون النقد الحديث موجودًا، وأيضًا جعلنا لشعر الشعراء المحدثين المعاصرين تواجدًا من خلال ندوة نقدية تفتح الآفاق عليه وتشير إليه. كما أشار المنصوري إلى حضور الإعلام الجديد في «سوق عكاظ7»، وذلك عبر حضوره بندوة «دور النخبة في الإعلام الجديد»، والتي نحاول من خلالها أن نستوعب المرحلة والإعلام الجديد، واليوم يحظى سوق عكاظ في منعطفات مسيرته بتقييم كل مرحلة، وهناك أيضًا مطبوعات فعاليات العام الماضي ومطبوعات لوحة وقصيدة وكل ما يُقدم في عكاظ موثق في مطبوعات ونشرات. وحول الشعراء الفائزين بجوائز سوق عكاظ، وهل سيكون هناك دواوين تخلد شعرهم وفوزهم بجوائز عكاظ، قال المنصوري: شعراء عكاظ قدموا قصائدهم وهي موثقة لدينا، وكذلك جميع فعاليات السنوات التي مرت من عمر سوق عكاظ، ومركز الشعر العربي سيكون من مهامه أن يتبنى مشروعات نشر دواوين الشعر وسيركز على الشعراء، الذين قدموا صورًا مشرّفة عن تاريخ عكاظ، وسيكون في مقدمتهم من فازوا بالجوائز، والذين شاركوا في الفعاليات، وأيضًا الموهبون الذين تقدمهم الأكاديمية للساحة الشعرية والأدبية والنقدية، وأؤكد أن موضوع الالتفات لشعراء عكاظ الفائزين بجوائزه سيكون من أوليات واهتمامات مركز الشعر العربي. وعن الجديد في تجارب الكتّاب هذا العام، قال: بدأن في تطوير محور تجارب الكتّاب، ولاشك أنه عندما يكون أمامنا ثلاثة أشخاص يقدمون تجارب مختلفة، فهذا شيء يثري المشروع الثقافي لسوق عكاظ، فنحن وضعنا خطة معينة وركزنا على الرواية في مرحله معينة ثم ركزنا على القصة في مرحلة أخرى، وأيضًا المسرح والترجمة وكانت من خلال مجموعة من المترجمين منهم من ترجم للعربية ومنهم من ترجمها لغيرها من اللغات، وهذا العام قمنا بالتنويع فأدخلنا بجانب الرواية والقصة السيرة الذاتية، واستضفنا عددًا ممن كتبوا عن سيرهم الذاتية ومن كتب نص سردي ربما يفهم على أنه رواية، بينما في الواقع يتبنى سيرة ذاتية لكاتبه ولهذا يقدم عمرو العامري (قصة الضابط) والسعدون (من الدراجة لطيارة) فهذه تجارب مرتبطة بحياتهم وتجاربهم الخاصة في صيغة أدبية فنية ترتقي عن فتافيت الواقع، واعتقد أن الالتفات للسيرة الذاتية وتجارب الكتّاب هو موضوع مهم وجديد، وهي لا تقدم تجربة شخص، وإنما تجارب كل واحد تقدم زاوية من زوايا حياته. وأشاد المنصوري بفكرة أن يكون للشباب ندوات يقدمون فيها تطلعاتهم وإبداعتهم الفكرية، وقال: هذه فكرة جديدة وتستحق أن نلتفت إليها وربما كان تركيزنا على إستراتيجية الوطن للشباب وعلى رواد الأعمال وركزنا على الجانب العلمي التطبيقي، وأما ما يخص تطلعات الشباب وإنجازاتهم على المستوى الفكري فهي فكرة جديرة بأن يُلتفت إليها في المقبل من عمر عكاظ لاحتضان الإبداعات والتطلعات الفكرية الشبابية. وفي ختام حديثه، نوّه أمين سوق عكاظ بمسرحية الشاعر الأعشى، واعتبر أن الشعر العربي القديم نص جيد وإخراج المسرحية كان جيدًا ومتفائلون بأن عكاظ يعيد تجربة المسرح بشكل متوازن ومدروس.