تفاجأ الهلاليون برفض الاتحاد السعودي لكرة القدم تفريغ لاعبي الفريق الدوليين للمهمة الآسيوية مع العين الإماراتي في الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا بعد أن طالبت الإدارة الهلالية استثناءهم من معسكر منتخبنا الإعدادي في لندن خصوصاً وأنه سيخوض مباراة ودية مع استراليا وليست رسمية، وشهدت الأيام الماضية انتقادات واسعة من قبل الهلاليين وغيرهم لقرار اتحاد القدم الذي لم يراع حاجة "الزعيم" لتجهيز فريقه خلال الأيام المقبلة للمعترك الآسيوي لاسيما وأنه سيمثل الوطن. الشقردية مطالبون بإغلاق الصفحة.. ودعم الزعماء في الميدان ولعل ما أثار حفيظة الهلاليين والمعارضين للقرار أن اتحاد القدم سبق وأن قدم تسهيلات عدة لبعض الفرق بهدف تجهيزها سواء بتقديم مباريات أو تأجيلها أو تفريغ لاعبين دوليين، والأمثلة على ذلك كثيرة لعل أبرزها تأجيل "دربي" الأهلي والاتحاد بقرار عرف في وقتها ب "الذات العام"، وآخرها تقديم أول جولتين في دوري "عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين هذا الموسم للهلال والاتحاد بسبب مشاركتهما الآسيوية. الهلاليون يعلمون نظامية إجراء اتحاد القدم باستدعاء اللاعبين خلال فترة التوقف المجدولة مسبقاً من الاتحاد الدولي لكرة القدم، إلا أنهم كانوا ينتظرون تقديراً من المسؤولين بإعفاء اللاعبين، خصوصاً وأن مصلحة الوطن تفرض ذلك، فالالتزام بالنظام الذي تسلح به اتحاد القدم في قرار الرفض قد يدخل الطرفين في أزمات عدة مستقبلاً، كون الإدارة الهلالية ستتسلح به في المستقبل وقد ترفض على سبيل المثال انضمام اللاعبين الدوليين لأي معسكر أو بطولة غير معترف بها من الاتحاد الدولي، عندها سيكون "الوطن" هو الخاسر مثلما قد يخسر بخروج الهلال آسيوياً، ومشكلة اللاعبين الهلاليين الدوليين ومعسكر لندن ليست هي الوحيدة، كون هنالك طلبا هلاليا لتأجيل مباريات يُنتظر من المسؤولين البت فيه خلال الأيام المقبلة، وما يثير الاستغراب أن هنالك فئة أشادت بقرار اتحاد القدم بالرغم من أنها كانت تنادي في وقت سابق بتسهيل مهمة فرقها التي كانت تمثل الوطن في ذلك الوقت، وهو مايؤكد بأن المسألة "تعصب" أكثر مما هي حرص على الأخضر السعودي. على النقيض تماماً حظي العين الإماراتي بدعم كبير من اتحاد بلاده الذي قرر تأجيل مباراة السوبر مع الأهلي حتى إشعار آخر بموافقة إدارة الأخير في بادرة وطنية تؤكد حرص الأخوة الإماراتيين على تسهيل الطريق أمام ممثلهم وتذليل العقبات وجعل الطريق أمامه مفروشاً بالورود وليس العكس، ولا نعلم للأمانة هل سيشارك اتحاد القدم الهلاليين افراحهم اذا ماتوجوا باللقب الآسيوي وهو الذي لم يقف معهم في محنتهم، والشيء بالشيء يذكر فإدارة نجران تشكر على موافقتها على طلب الهلال بنقل مباراة الذهاب للرياض والإياب إلى نجران. البكاء على اللبن المسكوب لن يفيد الهلاليين أبداً، لذلك عليهم إغلاق صفحة دعم اتحاد القدم بقرارات كإعفاء الدوليين أو تأجيل أو نقل المباريات والالتفاتة للفريق وتجهيزه جيداً لمواجهتي العين الإماراتي، فالوقوف كثيراً عند هذا الموضوع والتركيز عليه أكثر من اللازم من شأنه أن ينعكس سلبياً على اللاعبين بشكل خاص والفريق عموماً. الفرق الكبيرة عودتنا طوال الأعوام الماضية على أن إنجازاتها تولد من رحم المعاناة، وزعيم آسيا قادر على إسعاد الوطن بالبطولة الآسيوية والوصول إلى العالمية شريطة الا يتوقف عند الأحداث الأخيرة خارج الملعب والتي بدأت آثارها تنعكس سلبياً على بعض اللاعبين من خلال أحاديثهم لوسائل الإعلام وتضجرهم مما حدث، فالإدارة مطالبة بتجهيز اللاعبين وعزلهم عن ذلك والتأكيد على الا تتجاوز أدوارهم حدود المستطيل الأخضر، والجماهير الهلالية كذلك مطالبة بطي صفحة اتحاد القدم ولجانه ودعم الفريق ومساندته سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو في التدريبات.