حرصت المملكة من خلال الاتفاقيات العلمية مع الجانب الفرنسي، على توفير المناخ المناسب للطلاب وتكوينهم تكوينا عالميا في جميع التخصصات، وفي هذا الإطار سمحت باريس لأكثر من 1200 مبتعث من مزاولة دراستهم بفرنسا في تخصصات متعددة. على أن يصل العدد في 2015 إلى أكثر من 3500 مبتعث. الشراكة الفرنسية السعودية في المجال الثقافي والعلمي تأطرها الاتفاقات بين المملكة وفرنسا حيث تربطهما شراكة تقوم على برامج للتعاون العلمي والثقافي والأكاديمي بين البلدين. وساهمت الملحقية الثقافية بباريس وبدعم من وزارة التعليم العالي على مدار عشرة أعوام على تعزيز علاقات تعاون وثيقة مع مختلف المؤسسات العلمية والفكرية والأكاديمية والثقافية الفرنسية. ويقوم نشاط الملحقية بباريس على تنفيذ استراتيجية ثقافية وعلمية من خلال العمل المؤسساتي لوزارة التعليم العالي وتؤطره اتفاقيات تم توقيعها بين المملكة وفرنسا في مجال البحث العلمي والتعليم العالي، بحيث يتمكن المبتعثون من الحصول على تعليم عال وبجودة عالية وتذليل كل الصعوبات التي قد تعتريهم. من جهته، قال الدكتور إبراهيم بن يوسف البلوي، الملحق الثقافي السعودي بباريس لـ«عكاظ» إن السياسة المعتمدة من قبل المملكة والرامية إلى الاستثمار في الإنسان، تؤسس لجعل التعليم العالي الركيزة الأساسية للتنمية الاقتصادية والمجتمعية للاستثمار في تنمية الموارد البشرية ولإعداد المستقبل في المملكة. وأضاف أن المشهد الثقافي بفرنسا يحظى بالنشاط المكثف وقد أدركت المملكة عمق الاهتمام الفرنسي بالعلوم والبحث العلمي والثقافي، لذا سعت الى توطيد علاقتها بالجامعات الفرنسية التي حازت على مراتب أولى في تصنيف شنجهاي العالمي للجامعات. وتشير إحصائيات الملحقية الثقافية إلى أنه من الثمانينات إلى غاية 2006، لم يتجاوز عدد المبتعثين السبعين مبتعثا ومبتعثة بالجامعات والمعاهد الفرنسية. وفي 2006 أدمج ستون طالبا في الطب بناء على اتفاقية التعاون الثقافي والتقني الموقع في جدة بتاريخ 7 يوليو 1963 وعززت أكثر بقدوم 76 طالبا لدراسة مرحلة البكالوريوس في مجال الدراسات الطبية. وتضع أفضل الجامعات السعودية أولوياتها للتعاون الدولي خاصة مع جامعة السوربون بباريس بانتيون 1. وتعتبر التخصصات الرئيسية الثلاثة: الاقتصاد، العلوم القانونية وعلم الآثار من التخصصات الجامعية التي يتم فيها التبادل العلمي مع جامعة جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد العزيز وجامعة حائل. هذا التعاون العلمي والثقافي في كل المجالات أدى إلى إرساء المنتدى فرانكو السعودي لحوار الحضارات الذي عقد في مارس 2010، وأصبح تقليدا علميا راسخا بين البلدين يؤسس لحوار للحضارات.