الغيرة في تعريف حميدان الشويعر تختلف عن الغيرة المعروفة بين الأزواج والمحبين.. فحميدان ذكر الغيرة في وصف عابر لمسقط رأسه بأنها: ديرة دوا الغيرة.. أي التخمة والتلبك المعوي.. حيث قصد أن مدينته تشتهر بإنتاج الملح.. والمعروف أن حميدان شاعر ساخر.. وأظنه كان يعني أن الناس في الماضي يستعملون الملح في علاج التخمة «الغيره» فيلهمون الملح أو يشربون كأس ماء مذاباً فيه الملح.. ليسهل البطن.. واسألوا من يستعمل الملح الانجليزي.. وأعرف أحدهم.. يقوم باستعمال الملح الانجليزي مرتين في السنةه.. وعندما سألته عن السبب قال انه ينظف جهازه الهضمي من البكتيريا.. فأقول له ولغيره عبر سوانح ان ما تحويه أجهزتنا الهضمية من مليارات البكتيريا «النافعة» لا يمكن التخلص منها بشربة كأس من الملح الانجليزي.. ما علينا.. فالأبيضان القاتلان بصمت أو «السُمان» هما الملح والسكر.. وثمة نصيحة يرددها الأطباء بالإقلال من الملح في الطعام إن كان الأمر يتعلق بضغط الدم وارتفاعه.. أو الإقلال من السكر إن كان الأمر متعلقاً بمرض السكري.. ومريض السكر الواعي يجب عليه أن يحتاط لانخفاض السكر أو ارتفاعه في دمه.. بتنظيم أكله وأخذ ما يصفه له الطبيب من أدوية أو حقن انسولين.. وعدم «التخبيص» في الغذاء والدواء.. وكذلك من أصيب بارتفاع في ضغطه أو من يخشى ذلك.. فعليه الإقلال من تناول الملح قدر الإمكان ويمنع استخدام ووجود الملاحة على سفرة الطعام.. فالأكل المعتاد مهما كان «خانساً» فيه ما يكفي من كلوريد الصوديوم «ملح الطعام» لحيوية ووظائف أعضاء الجسم وصحته.. فإن زاد عن الحد تسبب ذلك في حبس السوائل في الجسم وارتفاعا في الضغط.. وأُشبه مرض السكر بالضيف الثقيل الذي إن أحسنت ضيافته وإكرامه وحسن التعامل والتصرف معه عشت بسلام.. أو كما قال أحدهم إن مرض السكر هو المرض المحترم (إن احترمته احترمك) ولي معارف وأقارب شباب وكبار في السن مصابون بداء السكري.. أجد بوناً واختلافاً شاسعا بين بعضهم بعضا في تعاملهم مع المرض الخطير والمزعج.. وبالتالي نتائجه على صحتهم ونوعية الحياة التي يعيشونها.. والإنسان العاقل بإمكانه التأقلم مع أي مرض كُتب عليه.. بل والاستفادة من أي وضع أُجبر عليه نتيجة المرض.. وأذكر في هذا الخصوص ان رجلا اُصيب بالسكر أو السكري وهو في سن الشباب.. قال انه أصبح من ممارسي رياضة المشي المفيدة والممتعة.. التي لم يكن يمارسها قبل إصابته بالمرض.. ومن نافلة القول ان الملح والسكر يستعملان للمدح.. فيقال مثلا لرجل ما لمدحه يا سكر وللبنت الجميلة خفيفة الظل «مملوحة» ما علينا.. وفي الختام أقول إنني من محبي ومؤيدي الأكل «الخانس» وأؤمن بمقولة ان الحلا يجيب ولا يدفع.. على العكس مما يردد البعض «الحلا يدفع البلا» وإلى سوانح قادمة بإذن الله. *مستشار سابق في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية