المرأة السعودية دوناً عن بقية نساء الأرض تعبِّر عن كل مشاعرها بالأكل؛ لأنه ببساطة لا توجد وسائل للتعبير متاحة!!! فهي إذا غضبت لا تستطيع أن تجري على الشاطئ (لا شواطئ ولا جري!!) أو تلتقي بصديقة مقربة متى ما أرادت (احتمال صديقتها تكون عند حمولتها أو ما فيه أحد يوديها!!)، أو تغلق على نفسها الباب وتجهش بالبكاء (بزارينها بيفتقدونها ويكسرون عليها الباب، وربما لبَّسها أهلها تهمة وشكوا فيها)!!، أو تحتضن زوجها باكية (في الغالب هو سبب النكبة النفسية، أو يكون موجوداً في الاستراحة معظم الأوقات) لهذا، إذا غضبت أكلت بنهم، وإذا فرحت أكلت بنهم، وإذا صُدمت أكلت بنهم، وإذا أُحبطت أكلت بنهم، وإذا ملّت وطفشت أكلت بنهم، وإذا حملت أكلت بنهم، وإذا نفست أكلت بنهم، وإذا سافرت أكلت بنهم، وإذا لم تجد فستاناً يليق بوزنها بعد جولات منهكة في الأسواق عبَّرت عن خيبتها بالدخول لأقرب مطعم، وإذا أحبت زوجها ملأت له السفرة أصنافاً من الطعام تلتهم ثلاثة أرباعها. وإذا أرادت أن تعبر عن حبها لضيوفها استغرقت أسبوعاً أو أكثر للتفكير في شأن الضيافة والوليمة، وإذا التقت بصديقاتها في مطعم، طلبت نصف قوائم الأكلات.. رحم الله حال المرأة عندنا؛ إما أن تلقى وزناً زائداً؛ حركة ثقيلة، وركباً متآكلة، وأنفاساً لاهثة، وشحوماً متراكمة. أو هياكل عظمية؛ شحوباً وإعياءً، وانطفاء واصفراراً.. وفي البيت الواحد، أطعمة تخفيض الوزن بجوار فواتح الشهية. بالكاد تجد أوزاناً مثالية وأجساماً متألقة حيوية ونشاطاً وخفة لا تعاني من أعراض زيادة الوزن أو سوء التغذية.... إذا كانت المرأة علمياً تحتاج إلى أن تبذل ضعف الجهد الذي يبذله الرجل لتنقص الوزن نفسه، وذلك بفضل احتواء جسم الرجل على العضلات أكثر من الشحوم، فإن المرأة السعودية على وجه الخصوص تحتاج إلى قوة فولاذية وطاقة لا محدودة، وإصرار منقطع النظير، وتحدٍّ يحطم الصخر، من أجل أن تنقص ربع ما ينقصه الرجل في الزمن نفسه، والبيئة نفسها!! فالمعوقات التي تصادفها في سبيل تخفيض وزنها لا تشبه معوقات أي امرأة بدينة في هذا الوجود... النوادي الرياضية الرجالية كالهبات؛ تغطي كل شارع وحي، بأسعار غير مكلفة، واشتراكات طويلة المدى، ووسائل جذب وترفيه أكثر. أما نوادي النساء فهي على قلتها، تستعير أسعار فنادق خمسة نجوم، وخدمات ربع نجمة!!! على اعتبار أن ليست كل النساء لديهن بيوت بمساحات واسعة تتيح لهن المشي، كما أن أماكن المشي في الشوارع العامة الصحية البعيدة عن عوادم السيارات ليست قريبة من الجميع... وعلى اعتبار، كذلك، أن الاشتراك في النادي لا يحدث أثراً صحياً لمجرد الاشتراك شهراً أو شهرين في السنة، بل يفترض أن يكون متاحاً طوال العام وكل العام، كما في دول العالم أجمع، لأن اللياقة والرياضة أسلوب حياة، وهو أمر من الصعوبة بمكان تحقيقه في ظل أسعار النوادي النسائية الفلكية. تحتل المملكة، بكل شرف، ضمن الدول المتقدمة عالمياً في الأوزان، والمسألة ليست بحاجة إلى إحصاءات واجتهادات، فنظرة خاطفة في كل مكان ترتاده المرأة، بوصفها تستحوذ على النسبة الأعلى في زيادة الوزن، ستعثر على النتيجة حاضرة بقوة؛ في الأسواق، المساجد، المناسبات، الجامعات، المدارس... ومعظم النوادي النسائية ألغت التمارين التي تحدث ضغطاً على الركب، تحت مبرر أن مجمل المشتركات يعانين من احتكاك الركبة!! ونسبة مهولة من السكان مصابة بداء السكري، الذي يرجع الخمول وقلة الحركة إلى أحد أهم أسبابه، ومع هذا كله، هناك من يرى في تدريس الرياضة للبنات وبث الوعي الصحي بأهميتها تغريب وتصهين وانحلال!!