لثالث مرة في ظرف أسبوع حركة فارك المتمردة تعتذر بشكل رسمي من ضحاياها خلال الصراع الدامي الذي عرفته كولومبيا لعقود، يوم الجمعة قادة من الحركة الماركسية تنقلوا إلى منطقة خليج أورابا حيث قدموا اعتذارهم لعائلات ضحايا مجزرة بلدة أبارتادو التي أوقعت خمسة وثلاثين قتيلا. إيفان ماركيز، قائد في الحركة المتمردة قال:بكل تواضع أعتذر عن كل الألم الذي تسببنا فيه طوال هذه الحرب. كلنا ارتكبنا أخطاءا في حياتنا، بعضها كانت لها عواقب أكثر خطورة من غيرها. نحن لا نخسر أي شيء من خلال الاعتراف بهذا الأمر. المجزرة التي تعرف بمجزرة لا شينيتا تعود إلى سنة ألف وتسعمائة وأربعة وتسعين حين قامت إحدى وحدات الحركة المسلحة الثورية الكولمبية فارك بقتل خمسة وثلاثين شخصا بينهم طفلان خلال حفل في أحد شوارع أبارتادو. الاعتذار المقدّم خلال حفل حضره أيضا مسؤولون حكوميون وسكان البلدة يأتي قبل يومين فقط عن موعد إجراء تصويت يفصل فيه الكولمبيون في اتفاق السلام التاريخي الموقّع قبل خمسة أيام بين الحكومة وحركة فارك. اتفاق حظي بترحيب داخلي وخارجي يضع حدا لاثنتين وخمسين سنة من النزاع المسلح الذي خلّف حوالي مائتين وستين ألف قتيل وتشريد ما يقارب سبعة ملايين من سكان كولومبيا.