- عندما تذهب لأحد الملاعب لأداء مباراة كرة قدم وفي معيّتك مجموعة من اللاعبين الذين يتلهفون لإظهار مهاراتهم الفردية والجماعية ومواهبهم فيصطدمون بأرضية تشابه بعض الحدائق العامة المهملة، مليئة بالمطبات والتعرّجات، ويضطرون للعب بطريقة الحواري، ومخالفة قوانين جماليات كرة القدم؛ فإنك تتذكر رواية البؤساء للكاتب فكتور هوجو -التي نشرت عام 1862م- واصفا فيها الظلم الاجتماعي في فرنسا في تلك الحقبة؛ حيث اضطر المعدمون لمخالفة القوانين وسرقة الخبز للبقاء على قيد الحياة؛ بسبب قلة الموارد. -وعندما تتعايش مع دوري ركاء للمحترفين وتعاصر جميع ظروفه، من بيئة بعض الملاعب المتهالكة بأرضياتها وخدماتها وإناراتها وتتفاجأ بتواضع النقل التلفزيوني سوف تشعر بأن العلاقة بين تطور المستوى الفني لفرق الدوري، والاهتمام الذي يجده، علاقة عكسية فكلما تطور المستوى الفني للدوري تراجع مستوى الدعم التلفزيوني للبطولة. - وأيضا عندما أطلق على هذا الدوري مسمى دوري محترفين لم يتسنّ للمسؤولين زيارة بعض الملاعب، والتجول في مرافقها حيث تشعر بأنك في كوكب آخر .. دورات مياه تضاهي محطات وقود الطرق السريعة ، غرف ملابس وكأنها مهجورة، ممرات على طريقة الأزقة القديمة، وإضاءة على طريقة الشوف شجر! تحتاج إلى لاعبين من فئة زرقاء اليمامة لكي يقوموا بواجباتهم الفنية والتكتيكية. - ومازاد في الطين بلة أننا في هذا الموسم - وبعدما أقرّ الاتحاد السعودي لكرة القدم -مشاركة اللاعب الأجنبي ولاعبي المواليد في الدوري، وبعد حصول قنوات ام بي سي على حقوق النقل التلفزيوني لدوري جميل؛ توقعنا أن تجند القناة الرياضية السعودية طاقاتها لضخ المزيد من الاهتمام الاعلامي في هذا الدوري المتوهج فنيا إلا أن ماحصل هو العكس تماما فإننا فوجئنا بأن القناة لاتنقل سوى مباراتين او ثلاث (بالكثير) من أصل ثمان مباريات في كل جولة. - وأخيرا ومع ارتفاع الأصوات التي تعاني من هذه المشاكل، هل سنجد لهذه الأصوات من مجيب؟ أو أنها ستبقى ضمن دائرة البؤساء !