يغادر الرئيس اللبناني ميشال سليمان القصر الرئاسي في بعبدا بعد غدٍ الأحد، تاركًا وراءه فراغًا في الرئاسة وتفاقمًا في الأزمة السياسية التي تعصف بلبنان بعدما فشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس خلفًا للرئيس سليمان، وسليمان الرئيس الثاني عشر للبنان هو الثاني الذي شدد على انتخاب خلف له ورفض تمديد ولايته بعد الرئيس اللبناني الأسبق فؤاد شهاب في العام 1964، فيما قالت معلومات صحافية أمس الجمعة: «إن رئيس الجمهورية ميشال سليمان قال أمام موظفي القصر الجمهوري، وهو يودعهم (شعرت بالخجل عندما انتخبت رئيسًا للجمهورية بعد 7 مايو 2008، والآن أشعر بالفخر بأني خرجت من رئاسة الجمهورية وفقًا للأصول الديمقراطية، وتطبيقًا لقاعدة تداول السطة، وكان حلمي الحقيقي أن أسلم الرئاسة إلى رئيس جديد ينتخب من قبل مجلس النواب، ولكن هذا الأمر لم يتحقق». وإزاء دخول لبنان مرحلة حساسة، رأى قائد الجيش العماد جان قهوجي أن «المرحلة المقبلة حساسة ودقيقة»، متوجهًا للعسكريين بالقول: «ستكونون حريصين كما كنتم دائمًا، على الوفاء لقسمكم ووعدكم للبنان، والعمل بكل وعي وانضباط من أجل الحفاظ على وحدته واستقراره وسيكون الجيش على قدر التطلعات والآمال المعلقة عليه». ولفت قهوجي في أمر وجهه أمس الجمعة للعسكريين في الذكرى الرابعة عشرة لتحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي إلى أنه «كان من المفترض أن تكون ذكرى التحرير هذه السنة، مناسبة للاحتفال بالنصر الذي حققه لبنان بانسحاب العدو الإسرائيلي عن أرضه، وبفرحة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لكنه من المؤسف أن تترافق أعيادنا ومناسباتنا الوطنية مع محطات مؤلمة من تاريخنا»، مؤكدًا «دقة الأوضاع الراهنة وخطورتها، في وقت يعيش لبنان على وقع الخوف من الشغور الرئاسي للمرة الثالثة في هذه الفترة الحساسة من تاريخه»، وقال قهوجي: «إننا وبقدر ما نستعيد فرح اللحظات التي أعقبت انسحاب جيش العدو الإسرائيلي من لبنان، واحتفال اللبنانيين بجيشهم وهو ينتشر في الجنوب بمؤازرة القوات الدولية تنفيذًا للقرار 1701، نشارك اليوم اللبنانيين تطلعاتهم بانتخاب رئيس للجمهورية فيما تبقى من المهلة الدستورية».