×
محافظة المدينة المنورة

خالد الفيصل يفتتح الأولمبياد العربي للكيمياء بمشاركة 17 دولة

صورة الخبر

علي الجحلي تحدث صديقي بأسلوبه الجميل عن رحلته إلى الولايات المتحدة. كان أغرب ما شاهده هناك هو العدد الكبير من السياح السعوديين، الذي دفع أحد الأمريكان للسؤال: هل حدث في بلدكم طوفان أخرجكم بهذه الأعداد الكبيرة؟ الواقع أن السياح السعوديين انتشروا في أرض الله الواسعة من أمريكا إلى أوروبا إلى شرق آسيا. أصبح من المسلمات أن ترى ابن بلدك في أي مكان من العالم. تبقى لندن معجزة السياحة التي تجذب كل الناس من دول الخليج بالذات. هايد بارك تحول إلى حديقة السويدي في عرف السعوديين، الذين كانوا يمدون سفر الطعام بالأمتار مثيرين استغراب الخواجات. سويسرا والنمسا وفرنسا حظيت بجزء من وقت ونشاطات سياحنا الكرام. يمكن القول إن الاختيار السعودي يميل نحو البلدان الغنية التي يتجاوز إنفاق السائح فيها ألف ريال في اليوم. يقودني هذا للوسم الأشهر في تاريخ تويتر، وهو الراتب ما يكفي الحاجة. لا يزال هذا الوسم يحظى بالكثير من المشاركات وإعادة التغريد، بل إنه أنتج مجموعة من الوسوم التي تتبنى رفع رواتب مختلف الفئات سواء من موظفي القطاع الخاص أو المهندسين أو العسكريين أو موظفي الخدمة المدنية. الكل يريد المزيد من المال. يذكرني ذلك بالمثل الشعبي الحجازي كل بعقله راضي، أما رزقه لا. أظن الراتب كلما علا، بحث الأشخاص عن المزيد من التميز، فتزيد الالتزامات. يمكن القول إن أهم عناصر تلك الشكوى هو الرغبة المستمرة لتقليد من يفوقوننا دخلاً، تلك مشكلة حقيقية يعانيها أغلب السعوديين. ترتفع حالة التقليد تلك مع ارتفاع مستوى الدخل. أقول إن تنافسنا في السياحة في دول العالم لا يعني أنه لا يوجد من يعاني في المجتمع أبداً، لكن من يعيشون السعة المالية يسببون الكثير من التنافس المحموم لتقليدهم من قبل فئات أقل. يزيد ذلك الحال ما نراه من مقاطع تنتشر في مواقع التواصل، فتزيد الطين بلة. نحتاج اليوم لدراسة حقيقية لاحتياج الفرد السعودي وتحسين الدخل لمن هم في مستويات الدخل المنخفض، ونحتاج إلى مزيد من الوعي للتعامل مع واقع دخلنا الحقيقي بعيداً عن القروض التي تعيق تحقيق متطلبات الأسرة الأساسية، وبعيداً عن التنافس غير المحمود.