أجمل ما في النصيحة أنها مجانية.. وأسوأ ما فيها أنها مجانية أيضاً.. فكونها مجانية جعلها بلا قيمة وبالتالي بلا وزن، إلاّ إذا صدرت من شخص له عندك وزن وقَدْر ولك في قلبه وعقله مكانة.. كما أنّ النصيحة تقدّم كاستشارة لكن بثمن. والنصيحة إذا أتت من شخص مجرّب عارف له منزلة في نفسك ولكلامه معنى في عقلك، فإنها لا تقدّر بثمن لأنها تختصر التجارب والزمن والجهود وتوفر المال.. لكن المشكلة هي كيف تجد النصيحة التي تحمل تلك المعاني.. ومن يضمن أنك قادر على الاستيعاب والإدراك.. بل كيف تضمن أنت أنك قادر على التقيد بالنصيحة وتنفيذ محتواها والصبر على معاناتها. لكن هناك نصائح عامة.. الكل يجمع على نجاحها وأهميتها وضرورة اتباعها.. واليوم وبمناسبة بدء الموسم العملي الجديد، سأختار بعضاً من تلك النصائح التي تمس عملك وقد تساعدك في ارتقاء سلّم النجاح: 1. أجب على كل اتصال يرد إليك: بريد إليكتروني، اتصال هاتفي، أو غيره.. لا تهمل إجابة الآخرين.. هذا لا يعني أن تجيبهم بما لا يرضيك ولا ينفعك بل أن تجيبهم ولا تؤجل الإجابة أو تهملها.. فالتهرب خوفاً أو حرجاً من الرد يُعَد نقصاً في احترافية أو شخصية أي طامح للنجاح. 2. العمل للموظف واجب.. وأحياناً يكون واجباً غير مُمْتِع بل مُنْهِك ومُمِل.. لذلك ابحث عن الجانب الممتع في عملك وركز عليه وتوسع في فهمه وتجويد إدارته.. فالعمل الجيد لا يعتمد على الكم بل يعتمد على الكيف.. والناجح ليس مَنْ يعمل ما يحب بل هو من يحب ما يعمل. 3. لا تنتقد زميلاً أو مديراً أو صديقاً بشكل علني، بل عليك توجيه النصح بشكل شخصي معه تحديداً دون حضور أحد.. لكن حينما تُثْني أو تُعْجَب بعمل ما فأبد إعجابك أمام الجميع. 4. المصداقية في القول والعمل والبشاشة في الوجه والتصرفات.. وألا تكون من هؤلاء الذين يلوكون سيرة الآخرين في غيابهم.. فهذا يفتح لك باب القبول. 5. الصاحب ساحب كما يقولون.. وبالذات في مجال الأعمال.. فحاول أن يكون جل أصحابك من الناجحين في عملهم المتخصصين في مهنهم ذوي المعرفة الواسعة حتى وإن اختلفت معهم في الرأي.. فهؤلاء يزوّدونك دائماً بالوجه الآخر للمعلومة التي لديك. 6. الاستيقاظ مبكراً.. فلا شيء يعدل الاستيقاظ مبكراً.. فهو الذي يعطيك فرصة لإنهاء أعمالك ومباشرتها مع وقت كافٍ لأدائها.. كما يتيح لك العمل والاتصال بمن تحتاج في عملك.. ولا يمكن مقارنة نجاح من يعمل نهاراً كاملاً مع الذي يعمل نصف نهار. 7. اعمل بجد واجتهاد دائماً لتكون تلك عادتك في العمل.. فالعمل الجاد نتيجته الحتمية هي الوصول إلى الهدف والإنجاز مهما حاول الكسالى والمهملون أن يقنعوك بغير ذلك.. فالذين يصلون إلى مبتغاهم ليس الأذكياء بل المجتهدون المثابرون.. فالأصل في النجاح الاجتهاد والمثابرة، أما الذكاء والتعليم فهما مساندان.. ولا يزيدان على ذلك.