عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في جدة اجتماعهم الاعتيادي، تم خلاله بحث التطورات والأوضاع التي تشهدها المنطقة، وتم الاتفاق من خلاله وضع آلية لإنهاء الأزمة مع قطر. هذا هو الخبر الرسمي باختصار أو ببعض الغموض، أو بشكل أدق كما هو التعامل الخليجي البعيد عن الأضواء والتفاصيل دائما عند بحث الأزمات وما في حكمها. عموما وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح بن خالد قال: إنه «تم الاتفاق على وضع معايير لتنفيذ الالتزامات لاستكمال المسيرة الخليجية، والدول الست اتفقت على آلية لمتابعة تنفيذ الاتفاقات بينها». وأضاف «دول الخليج راغبة في إزالة العوائق من أمام العمل الخليجي المشترك، وأن عودة سفراء دول الخليج الثلاث إلى الدوحة قد تكون في أي وقت»..! من الصعب الإقرار بوجود أي تطور لافت من عدمه في موضوع الخلاف الخليجي-القطري، رغم وجود تفاؤل ملحوظ وفعلي على الصعيدين الرسمي والشعبي بعودة الدوحة الى الجسد الخليجي والهم المشترك. الا أن الحديث عن إنهاء الخلاف يعتبر «نوايا إيجابية» حتى الساعة، لكن هذا لا يعني بأي حال حلا نهائيا وحاسما له.فالاتفاق على «وضع آلية لإنهاء الأزمة» مع قطر،يعني ببساطة ان هناك خارطة طريق تنفيذية متفق عليها للقضاء على الأزمة تماماً،لكنه تبقى مجرد آليات تحت اختبار التنفيذ للعناوين الكبيرة التى تسهم في مس استقرار الدول الأعضاء بسبب بعض سياسات الدوحة إقليميا وعربيا. وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي -الذي كان حاضرا بالطبع للاجتماع- قال: إن المشاكل بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى قد «حلت تماما»،مشيرا الى ان الدول الثلاث ستعيد سفراءها الى الدوحة. وقال ابن علوي في أعقاب الاجتماع ان «الازمة الخليجية حلت ببابين مفتوحين»، مؤكدا ردا على سؤال حول ما اذا كان السفراء الثلاثة سيعودون الى الدوحة «سيعودون» دون أن يحدد موعدا لذلك هو ايضا..! وهو ما يؤكد إحراز تقدم واضح و«التزاما ما» من الدوحة نحو حل الازمة، وربما تفهما وتفاهما خليجيا مرحليا للخطوات التالية ،لكن ايضا لا أحد يعرف كيف ستكون العودة وجدولها الزمني. ولا يمكن لنا كشعب خليجي الا التخريص او التعاطي مع بعض التسريبات من هنا وهناك لنعرف ما يحدث أو نتوقع ما يمكن ان يتم .كما حديث عن أمنياتنا أحيانا..! فالتحفظ الخليجي الرسمي في نشر التفاصيل أشبه بسياسة انتهجها المجلس وأمانته بشكل عام، وبشكل اكثر خصوصية وشدة في القضايا الثنائية او الجماعية بين أعضائه. لذا ليس لنا إلا الانتظار لفهم الموقف والخطوة التالية من الدوحة.. وبالتالي معرفة نتائج «الآليات المتفق عليها» دون أن نعرف الآليات نفسها، طالما لم يصرح بها كالعادة.. إنها حالة تشبه اللغز، حالة خاصة لا يفهمها الا الخليجيون بحكم التعود..!